٥٨١
سورة الزلزلة
مختلف فيها وهي ثمان آيات مدنية
سورة الزلزلة ١ - ٦
قول الله تبارك وتعالى " إذا زلزلت الأرض زلزالها " وذلك أن الناس كانوا يرون في بدء الإسلام أن الله تعالى لا يؤاخذهم بالصغائر من الذنوب ولا يعاقب إلا في الكبائر حتى نزلت هذه السورة وقال " فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره " وذكر أهوال ذلك اليوم وبين أن القليل في ذلك اليوم يكون كثيرا فقال " إذا زلزلت الأرض زلزالها " يعني تزلزلت الأرض عند قيام الساعة وتحركت واضطربت حتى يتكسر كل شيء عليها
ويقال سئل النبي ﷺ عن قيام الساعة فنزل وبين متى يكون قيام الساعة فقال " إذا زلزلت الأرض زلزالها " يعني وتحركت تحركا وهو كقوله " ويخرجكم إخراجا " [ نوح ١٨ ] والمصدر للتأكيد
قوله تعالى " وأخرجت الأرض أثقالها " يعني أظهرت ما فيها من الكنوز والأموات " وقال الإنسان ما لها " يعني يقول الإنسان الكافر " ما لها " يعني للأرض على وجه التعجب
" يومئذ تحدث أخبارها " يعني تخبر الأرض بكل ما يعمل فيها بنو آدم من خير أو شر وتقول المؤمن صلى علي وحج واعتمر وجاهد
فيفرح المؤمن وتقول للكافر أشرك علي وسرق وزنى وشرب الخمر فيحزن الكافر فيقول " ما لها " يعني ما للأرض تحدث بما عمل عليها على وجه التقديم والتأخير ومعناه " يومئذ تحدث أخبارها " " وقال الإنسان ما لها "
يقول الله تعالى لمحمد ﷺ " بأن ربك أوحى لها " يعني أن الأرض تحدث بأن ربك أذن لها في الكلام وألهمها " يومئذ يصدر الناس أشتاتا " يعني يرجع الناس متفرقين فريق في الجنة وفريق في السعير وفريق مع الحور العين يتمتعون وفريق مع الشياطين يعذبون فريق على السندس والديباج على الأرائك متكئون وفريق على وجوههم في النار يجرون
لأنهم في الدنيا هكذا كانوا فريقا حول المساجد والطاعات وفريق في المعاصي والشهوات فذلك قوله