٥٩١
سورة الهمزة
مكية وهي تسع آيات
سورة الهمزة ١ - ٩
قول الله تبارك وتعالى " ويل لكل همزة لمزة " يعني الشدة من العذاب
ويقال " ويل " واد في جهنم " ولكل همزة لمزة " قال أبو العالية يعني يهمزه في وجهه ويلمزه من خلفه
وقال مجاهد الهمزة الطعان واللمزة الذي يأكل لحوم الناس
وقال ابن عباس الهمزة واللمزة الذي يفرق بين الناس بالنميمة
والآية نزلت في الأخنس بن شريق
ويقال الذي يسخر من الناس فيشير بعينه وبحاجبيه وبشفتيه إليه
وقال مقاتل نزلت في الوليد بن المغيرة وكان يغتاب النبي ﷺ ويطعن في وجهه
ويقال نزلت في جميع المغتابين
ثم قال عز وجل " الذي جمع مالا وعدده " يعني استعبد بماله الخدم والحيوان " وعدده " أي حسبه وأحصاه قرأ ابن عامر وحمزة والكسائي " جمع " بالتشديد والباقون بالتخفيف
فمن قرأ بالتشديد فهو للمبالغة وكثرة الجمع ومن قرأ بالتخفيف فمعناه " جمع مالا وعدده " أي قوما أعدهم نصارا
ثم قال عز وجل " يحسب أن ماله أخلده " يعني يظن أن ماله الذي جمع أخلده في الدنيا ويمنعه من الموت فلا يموت حتى يفنى ماله
يقول الله تعالى " كلا " لا يخلده ماله وولده
ثم استأنف فقال تعالى " لينبذن في الحطمة " يعني ليقذفن في الحطمة و " الحطمة " اسم من أسماء النار
" وما أدراك ما الحطمة " تعظيما لشأنها ولشدتها
ثم وصفها فقال " نار الله الموقدة " يعني المستعرة تحطم العظام وتأكل اللحوم فلهذا سميت الحطمة " التي تطلع على الأفئدة " يعني تأكل الجلد واللحم حتى تبلغ أفئدتهم
وقال القتبي " تطلع على الأفئدة " يعني تشرف على الأفئدة وخص الأفئدة لأن الألم إذا وصل إلى الفؤاد مات صاحبه فأخبر أنهم في حال الموت وهم لا يموتون كما قال " لا يموت فيها ولا يحيى " [ الأعلى ١٣ ] ويقال " تطلع على الأفئدة " يعني تأكل الناس حتى تبلغ


الصفحة التالية
Icon