صفحة رقم ١٥
مثلها
( المسألة الثانية ) وقت الاستعاذة
قبل القراءة عند الجمهور سواء كان في الصلاة أو خارجها وحكى عن النخعي أنه بعد القراءة وهو قول داود وإحدى الروايتين عن ابن سيرينم بن حجة الجمهور ما روى عن أبي سعيد الخدري قال ' وكان النبي ( ﷺ ) إذا قام إلى الصلاة بالليل كبر ثم يقول سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك اسمك وتعالى جدك ولا إله غرك ثم يقول الله أكبر كبيرا، ثم يقول أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم من همرة ونفخه ونفثه ' أخرجه الترمذي وقال هذا الحديث أشهر حديث في الباب وقد تكلم في بعض رجاله وقال أحمد لا يصح ولأبي داود والنسائي عن أبي سعيد نحوه.
وعن جبير بن مطعم أنه رأى النبي ( ﷺ ) قال عمر ولا أدري أي صلاة هي ثال : الله أكبر كبيرا والحمد للك كثيرا ثلاثا وسبحان الله بكرة وأصيلا ثلاثا أعوذ بالله من الشيطان الرجيم من نفخه ونفثه وهمزه، قال نفخه الكبر ونفثه الشعر وهمزه الموتة أخرجه أبو داود وقيل الموتةالجنون لأن من جن فقد مات عقله.
وقيل همزه هو الذي يوسوسه في الصلاة ونفخه هو الذي يلقيه من الشبه في الصلاة ليقطع عليه صلاته واحتج مخالف الجمهور بظاهر قوله تعالى ' فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله ' وأجيب عنه بما تقدم وقال مالك لا يتعوذ في المكتوبة ويتعوذ في قيام رمضان بعد القراءة لنا ما تقدم من الأذلة
( المسئلة الثالثة ) المختار من لفظ الاستعاذة عند الشافعي أعوذ بالله من الشيطان الرجيم وبه قال أبو حنيفة لموافقة قوله تعالى ' فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم ' ولحديث جبير بن مطعم.
وقال أحمد الأولى أن يقول أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم جميعا بين هذه الآية وبين قوله تعالى فاستعذ بالله أنه هو السميع العليم ' ولحديث أبي سعيد وقال الثوري والأوزاعي الأولى أن يقول أعوذ بالله من الشيطان الرجيم إن الله هو السميع الغليم، وبالجملة فالاستعاذة تطهر القلب عن كل شيء يشغله عن اللله تعالى ومن لطائف الاستعاذة أن قوله أعوذ بالله من الشيطان الرجيم إقرار من العبد بالعجز والضعف واعتراف من العبد بقدرة البارئ عز وجل وأنمه هو الغني القادر على دفع جميع المضرات والآفات واعتراف من العبد أيضا بأي الشيطان عدومبين ففي الاستعاذة التجاء إلى الله تعالى القادر على دفع وسوسة الشيطان الغوي الفاجر، وأنه لا يقدر على دفعه عن العبد إلا الله تعالى والله أعلم
تفسير سورة الفاتحة
وهي سبع آيات بالاتفاق وسبع وعشرون كلمة ومائة وأربعون حرفا.
واختلف العلماء في نزولها فقيل نزلت بمكة وهو قول أكثر العلماء وقيل نزلت بالمدينة وهو قول مجاهد وقيل نزلت مرتين بمكة ومرة بالممدينة وسبب ذلك التنبيه على شرفها وفضلها ولها عدة أسماء وكثرة الأسماء تدل على شرف المسمى وفضله ( فأول ذلك فاتحة الكتاب )
سميت بذلك لأن بها افتتح القرآن، وبها تفتتح كتابة المصاحف وبها تفتتح الصلاة ( الثاني سورة الحمد ) سميت بذلك لافتتاحها بالحمد لله ( الثالث أم القرآن ) وأم الكتاب، سميت بذلك لأنها أصل القرآن وأم كل شيء أصله وقيل هي إمام لما يتلوها من السور، ( الرابع السبع المثاني ) سميت بذلك لأنها تنثني في الصلاة ويقرأ بها في الركعة، وقي لأن الله تعالى استثناها لهذه الأمة وادخرها لهم لم ينزلها على غيرهم وقيل لأنها أنزلت مرتين ( الخامس الواقية ) سميت بذلك لأنها لا تقسم في القراءة في الصلاة كما يقسم غيرها من السور ( السادس الكافية ) سميت بذلك لأنها تكفي عن غيرها في الصلاة ولا يكفي عنها غيرها