صفحة رقم ١٦١
أي تقول لهم خزنة جهنم ) هل تجزون إلا ما كنتم تعملون ( في الدنيا من الشرك.
وقوله تعالى ) إنما أمرت ( يعني يقول الله تعالى لرسوله قل إنما أمرت ) أن أعبد رب هذه البلدة ( يعني أمرت أن أخص بعبادتي وتوحيدي الله الذي هو رب هذه البلدة يعني مكة، وإنما خصها من بين سائر البلاد بالذكر لأنها مضافة إليه وأحب البلاد وأكرمها عليه، وأشار إليها إشارة تعظيم لأنها موطن نبيه ومهبط وحيه ) الذي حرمها ( أي جعلها الله حرماً آمناً لا يسفك فيها دم ولا يظلم فيها أحد ولا يصاد صيدها ولا يختلى خلاله ولا يدخلها إلا محرم، وإنما ذكر أنه هو الذي حرمها لأن العرب كانوا معترفين بفضلية مكة، وأن تحريمها من الله لا من الأصنام ) وله كل شيء ( أي خلقاً وملكاً ) وأمرت أن أكون من المسلمين ( لله المطيعين له ) وأن أتلوا القرآن ( أي أمرت أن أتلو القرآن ولقد قام ( ﷺ ) بكل ما أمر به أتم قيام على ما أمر به ) فمن اهتدى فإنما يهتدي لنفسه ( أي نفع اهتدائه يرجع إليه ) ومن ضل ( أي عن الإيمان وأخطأ طريق الهدى ) فقل إنما أنا من المنذرين ( أي من المخوفين، وما علي إلا البلاغ نسختها آية القتال ) وقل الحمد لله ( أي على جميع نعمه، وقيل : على ما وفقني من القيام بأداء الرسالة والإنذار ) سيريكم الآية ( الباهرة ودلائله القاهرة قيل : هو يوم بدر وهو ما أراهم من القتل والسبي وضرب الملائكة وجوههم وأدبارهم وقيل : آياته في السموات والأرض وفي أنفسكم ) فتعرفونها ( أي فتعرفون الآيات والدلالات ) وما ربك بغافل عما تعملون ( فيه وعيد بالجزاء على أعمالهم والله سبحانه وتعالى أعلم.
سورة القصص
( تفسير سورة القصص ) وهي مكية إلا قوله تعالى ' واللذين آتيناهم الكتاب ' إلى قوله ' لا نبتغى الجاهلين ' وفيها آية نزلت بين مكة والمدينة وهي قوله ' إن الذي فرض عليك القرآن لرادك إلى معاد ' وهي ثمان وثمانون آية وأربعمائة وإحدى وأربعون كلمة وخمسة آلاف وثمانمائة حرف.
بسم الله الرحمن الرحيم قوله عز وجل )
القصص :( ١ - ٢ ) طسم
" طسم تلك آيات الكتاب المبين " ( قوله عز وجل ) طسم تلك ( إشار إلى آيات السورة ) آيات الكتاب المبين ( قيل هو اللوح المحفوظ وقيل هو الكتاب الذي أنزله على نبيه ( ﷺ ) ووصفه بأنه مبين لأنه بين فيه الحلال والحرام والحدود والأحكام.
القصص :( ٣ - ٧ ) نتلوا عليك من...
" نتلوا عليك من نبإ موسى وفرعون بالحق لقوم يؤمنون إن فرعون علا في الأرض وجعل أهلها شيعا يستضعف طائفة منهم يذبح أبناءهم ويستحيي نساءهم إنه كان من المفسدين ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين ونمكن لهم في الأرض ونري فرعون وهامان وجنودهما منهم ما كانوا يحذرون وأوحينا إلى أم موسى أن أرضعيه فإذا خفت عليه فألقيه في اليم ولا تخافي ولا تحزني إنا رادوه إليك وجاعلوه من المرسلين " ( ) نتلو عليك من نبأ ( أي خبر ) موسى وفرعون بالحق ( أي بصدق ) لقوم يؤمنون ( أي يصدقون بالقرآن ) إن فرعون علا ( أي تجبر وتكبر ) في الأرض ( أي أرض مصر ) وجعل أهلها شيعاً ( أي فرقاً في أنواع الخدمة والتسخير ) يستضعف طائفة منهم ( يعني بني إسرائيل ) يذبح أبناءهم ويستحيي نساءهم ( سمى هذا استضعافاً لأنهم عجزوا