صفحة رقم ٤٠
ذكر ما تقدم تأكيداً لوعيد العذاب فقال تعالى :( وتولى عنهم حتى حين ( وقيل المراد من الآية الأولى ذكر أحوالهم في الدنيا وهذه ذكر أحوالهم في الآخرة فعلى هذا القول يزول التكرار ) وأبصر ( أي العذاب إذا نزل بهم ) فسوف يبصرون ( ثم نزه نفسه فقال تعالى :( سبحان ربك رب العزة ( أي الغلبة والقدرة وفيه إشارة إلى كمال القدرة وأنه القادر على جميع الحوادث ) عما يصفون ( أي عن اتخاذ الشركاء والأولاد ) وسلام على المرسلين ( أي الذين بلغوا عن الله عز وجل التوحيد والشرائع لأن أعلى مراتب البشر أن يكون كاملاً في نفسه مكملاً لغيره وهم الأنبياء عليهم الصلاة والسلام فلا جرم يجب على كل أحد الاقتداء بهم والاهتداء بهداهم ) والحمد لله رب العالمين ( أي على هلاك الأعداء ونصرة الأنبياء وقيل الغرض من ذلك تعليم المؤمنين أن يقولوه ولا يخلوا به ولا يغفلوا عنه لما روي عن علي بن أبي طالب كرم الله وجهه قال ( من أحب أن يكتال بالمكيال الأوفى من الأجر يوم القيامة فليكن آخر كلامه إذا قام من مجلسه سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين ) والله أعلم بمراده وأسرار كتابه.
سورة ص
( تفسير سورة ص ) ويقال لها سورة داود عليه السلام وهي مكية وهي ست وقيل ثمان وثمانون آية وسبعمائة واثنتان وثلاثون كلمة وثلاثة آلاف وسبعة وستون حرفاً.
( بسم الله الرحمن الرحيم ) )
ص :( ١ - ٣ ) ص والقرآن ذي...
" ص والقرآن ذي الذكر بل الذين كفروا في عزة وشقاق كم أهلكنا من قبلهم من قرن فنادوا ولات حين مناص " ( قوله عز وجل :( ص ( قيل هو قسم وقيل اسم للسورة وقيل مفتاح اسمه الصمد وصادق الوعد والصبور وقيل معناه صدق الله وعن ابن عباس صدق محمد ( ﷺ ) ) والقرآن ذي الذكر ( قال ابن عباس أي ذي البيان وقيل ذي الشرف وهو قسم قيل وجوابه قد تقدم وهو قوله تعالى :( ص ( أقسم الله سبحانه وتعالى بالقرآن إن محمداً ( ﷺ ) لصادق وقيل جواب القسم محذوف تقديره والقرآن ذي الذكر ما الأمر كما تقول الكفار دل على هذا المحذوف، قوله تعالى :( بل الذين كفروا ( وقيل بل الذين كفروا موضع القسم وقيل فيه تقديم وتأخير تقديره بل الذين كفروا ) في عزة وشقاق ( والقرآن ذي الذكر وقيل جوابه ) إن كل إلا كذب الرسل ( " وقيل جوابه ) إن هذا لرزقنا ( " وقيل ) إن ذلك لحق تخاصم أهل النار ( " وهذا ضعيف لأنه تخلل بين القسم وهذا الجواب أقاصيص وأخبار كثيرة وقيل بل لتدارك كلام ونفي آخر


الصفحة التالية
Icon