صفحة رقم ٦٦
وقبح بعد حسنه ونورانيته ) فإنك رجيم ( أي مطرود ) وإن عليك لعنتي إلى يوم الدين ( فإن قلت إذا كان الرجم بمعنى الطرد وكذلك اللعنة لزم التكرار فما الفرق.
قلت الفرق أن يحمل الرجم على الطرد من الجنة أو السماء وتحمل اللعنة على معنى الطرد من الرحمة فتكون أبلغ وحصل الفرق وزال التكرار.
فإن قلت كلمة إلى لانتهاء الغاية وقوله إلى يوم الدين يقتضي انقطاع اللعنة عنه عند مجيء يوم الدين.
قلت معناه أن اللعنة باقية عليه في الدنيا فإذا كان يوم القيامة زيد له مع اللعنة من أنواع العذاب ما ينسى بذلك اللعنة فكأنها انقطعت عنه ) قال رب فأنظرني إلى يوم يبعثون قال فإنك من المنظرين إلى يوم الوقت المعلوم ( يعني النفخة الأولى ) قال فبعزتك لأغوينهم أجمعين إلا عبادك منهم المخلصين قال فالحق والحق أقول ( أي أنا أقول الحق وقيل الأول قسم يعني فبالحق وهو الله تعالى أقسم بنفسه ) لأملأن جهنم منك ( أي بنفسك وذريتك ) وممن تبعك منهم أجمعين ( يعني من بني آدم ) قل ما أسألكم عليه ( أي على تبليغ الرسالة ) من أجر ( أي جعل ) وما أنا من المتكلفين ( أي المتقولين القرآن من تلقاء نفسي وكل من قال شيئاً من تلقاء نفسه فقد تكلف له
( ق ) عن مسروق قال : دخلنا على ابن مسعود فقال يا أيها الناس من علم شيئاً فليقل به ومن لم يعلم فليقل الله أعلم فإن من العلم أن يقول لما لا يعلم الله أعلم قال الله تعالى لنبيه ( ﷺ ) ) قل ما أسألكم عليه من أجر وما أنا من المتكلفين ( لفظ البخاري ) إن هو ( يعني القرآن ) إلا ذكر ( أي موعظة ) للعالمين ( أي للخلق أجمعين ) ولتعلمن ( يعني أنتم يا أهل مكة ) نبأه ( أي خبر صدقه ) بعد حين ( قال ابن عباس : بعد الموت، وقيل يوم القيامة وقيل من بقي علم بذلك إذا ظهر أمره وعلا ومن مات علمه بعد الموت.
وقال الحسن بن آدم عند الموت يأتيك الخبر اليقين والله تعالى أعلم بمراده وأسرار كتابه.
سورة الزمر
تفسير سورة الزمر
نزلت بمكة إلا قوله تعالى ' قل لعبادي الذين أسرفوا على أنفسهم ' وقولع تعالى ' الله نزل أحسن الحديث ' وقيل :' قل يا عبادي الذين آمنوا اتقوا ربكم ' عو ضا عن قوله ' الله نزل أحسن الحديث ' وقيل فيها ثلاث آيات مدنيات من قوله ' قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم ' إلى قوله ' لا تشعرون ' وهي اثنتان وقيل خمس وسبعون آية وألف ومائة واثنتان وسبعون كلمة وأربعة آلاف وتسعمائة وثمانية أحرف.