صفحة رقم ١١٥
خيراً وعافية وغنى ) من بعد ضراء مسته ( أي من بعد شدة وبلاء أصابه ) ليقولن هذا لي ( أي أستحقه بعملي ) وما أظن الساعة قائمة ( أي ولست على يقين من البعث ) ولئن رجعت إلى ربي ( يقول هذا الكافر أي فإن كان الأمر على ذلك ورددت إلى ربي ) إن لي عنده للحسنى ( أي الجنة والمعنى كما أعطاني في الدنيا سيعطيني في الآخرة ) فلننبئن الذين كفروا بما عملوا ( قال ابن عباس لنوقفنهم على مساوي أعمالهم ) ولنذيقنهم من عذاب غليظ وإذا أنعمنا على الإنسان أعرض ونأى بجانبه ( أي ذهب بنفسه وتكبر وتعظم ) وإذا مسه الشر ( أي الشدة والفقر ) فذو دعاء عريض ( أي كثير ) قل ( أي قل يا محمد لكفار مكة ) أرأيتم إن كان من عند الله ( أي هذا القرآن ) ثم كفرتم به ( أي جحدتموه ) من أضل ممن هو في شقاق بعيد ( أي في خلاف للحق بعيد عنه والمعنى فلا أحد أضل منكم ) سنريهم آياتنا في الآفاق ( قال ابن عباس يعني منازل الأمم الخالية ) وفي أنفسهم ( أي البلاء والأمراض وقيل ما نزل بهم يوم بدر وقيل في الآفاق هو ما يفتح من القرى والبلاد على محمد ( ﷺ ) والمسلمين وفي أنفسهم هو فتح مكة ) حتى يتبين لهم أنه الحق ( يعني دين الإسلام، وقيل يتبين القرآن أنه من عند الله وقيل يتبين لهم أن محمداً ( ﷺ ) مؤيد من قبل الله تعالى وقيل في الآفاق يعني أقطار السموات والأرض من الشمس والقمر والنجوم والأشجار والأنهار والنبات وفي أنفسهم يعني من لطيف الحكمة وبديع الصنعة حتى يتبين لهم أنه الحق يعني لا يقدر على هذه الأشياء إلا الله تعالى :( أولم يكف بربك أنه على كل شيء شهيد ( يعني يشهد أن القرآن من عند الله تعالى، وقيل أولم يكفهم الدلائل الكثيرة التي أوضحها الله لهم على التوحيد وأنه شاهد لا يغيب عنه شيء.
( ألا إنهم في مزية من لقاء ربهم ) أي في شك عظيم من القيامة ) ألا إنه بكل شيء محجيط ( أي عالم بجميع المعلومات التي لا نهاية لها أحاط بكل شيء علما وأحصى كل شيئ عددا والله أعلم بمراده وأسرار كتابه
سورة الشورى
تفسير سورة حم عسق وتسمى سورة الشورى وهي مكية في قول ابن عباس والجهور وحكى عن ابن عباس إلا أربع آيات نزلت بالمدينة أولها ' قل لا أسألكم عليه أجرا ' ' وقيل فيها من المدني ' ذلك الذي يبشر الله عباده ' إلى قوله تعالى ' بذات الصدور ' وقوله ' والذين إذا أصابهم البغي عم ينتصرون ' إلى قوله ' من سبيل ' وهي ثلاث وخمسون آية وثمانمائة وستون كلمة وثلاثة الآف وخمسمائة وثمانية وثمانون حرفا والله أعلم.