صفحة رقم ٢٤٨
يقيمها من قوتها ) وما أريد أن يطعمون ( أي أن يطعموا أحداً من خلقي وإنما أسند الإطعام إلى نفسه لأن الخلق كلهم عيال الله ومن أطعم عيال أحد فقد أطعمه لما صح من حديث أبي هريرة قال : قال رسول الله ( ﷺ ) ( إن الله عز وجل يقول يوم القيامة يا ابن آدم مرضت فلم تعدني قال يا رب كيف أعودك وأنت رب العالمين ؟ قال أما علمت أن عبدي فلاناً مرض فلم تعده أما علمت أنك لو عدته لوجدتني عنده يا ابن آدم استطعمتك فلم تطعمني قال يا رب كيف أطعمك وأنت رب العالمين قال أما علمت أنه استطعمك عبدي فلان فلم تطعمه أما علمت أنك لو أطعمته لوجدت ذلك عندي يا ابن آدم استسقيتك فلم تسقني قال : يا رب كيف أسقيك وأنت رب العالمين قال استسقاك عبدي فلان فلم تسقه أما علمت أنك لو سقيته لوجدت ذلك عندي ) )
الذاريات :( ٥٨ - ٦٠ ) إن الله هو...
" إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين فإن للذين ظلموا ذنوبا مثل ذنوب أصحابهم فلا يستعجلون فويل للذين كفروا من يومهم الذي يوعدون " ( ) إن الله هو الرزاق ( أي لجميع خلقه ) ذو القوة المتين ( يعني هو القوي الشديد المقتدر البليغ القوة والقدرة الذي لا يلحقه في أفعاله مشقة ) فإن للذين ظلموا ( أي من أهل مكة ) ذنوباً ( أي نصيباً من العذاب ) مثل ذنوب أصحابهم ( أي مثل نصيب أصحابهم الذين هلكوا من قوم نوح وعاد وثمود ) فلا يستعجلون ( أي بالعذاب لأنهم أخروا إلى يوم القيامة يدل عليه قوله عز وجل ) فويل للذين كفروا من يومهم الذي يوعدون ( يعني يوم القيامة وقيل : يوم بدر والله تعالى أعلم بمراده.
سورة الطور
( تفسير سورة الطور مكية ) ( وهي تسع وأربعون آية وثلاثمائة واثنتا عشرة كلمة وألف وخمسمائة حرف ).
( بسم الله الرحمن الرحيم ) قوله عز وجل )
الطور :( ١ - ٣ ) والطور
" والطور وكتاب مسطور في رق منشور " ( قوله عز وجل :( والطور ( أراد به الجبل الذي كلم الله موسى عليه الصلاة والسلام بالأرض المقدسة وقيل : بمدين ) وكتاب مسطور ( أي مكتوب ) في رق ( يعني الأديم الذي يكتب فيه المصحق ) منشور ( أي مبسوط.
واختلفوا في الكتاب، فقيل : هو ما كتب الله بيده لموسى من التوراة وموسى يسمع صرير الأقلام.
وقيل : هو اللوح المحفوظ.
وقيل : هو دواوين الحفظة يخرج إليهم يوم القيامة منشوراً فآخذ بيمينه وآخذ بشماله.
وقيل : هو القرآن.
الطور :( ٤ - ١٠ ) والبيت المعمور
" والبيت المعمور والسقف المرفوع والبحر المسجور إن عذاب ربك لواقع ما له من دافع يوم تمور السماء مورا وتسير الجبال سيرا " ( ) والبيت المعمور ( يعني بكثرة الغاشية والأهل وهو بيت في السماء السابعة قدام العرش بحيال الكعبة يقال له الصراع حرمته في السماء كحرمة الكعبة في الأرض وصح في حديث المعراج من أفراد مسلم عن أنس أن رسول الله ( ﷺ ) رأى البيت المعمور في السماء السابعة قال : فإذا هو يدخله كل يوم سبعون ألف ملك لا يعودون إليه وفي رواية أخرى قال فانتهيت إلى بناء فقلت للملك ما هذا ؟ قال بناء بناه الله للملائكة يدخل فيه كل يوم سبعون ألف ملك لا يعودون