صفحة رقم ١٤
وأصل هذا من قيل أنه نسب إلى عبقر وهي أرض يسكنها الجن فصار لكل منسوب إلى شيء رفيع عجيب وذلك أن العرب تعتقد في الجن كل صفة عجيبة وأنهم يأتون بكل أمر عجيب وما كانت عبقر معروفة بسكنى الجن نسبوا إليها كل شيء عجيب بديع ) فبأي آلاء ربكما تكذبان تبارك اسم ربك ذي الجلال والإكرام ( قيل لما ختم نعم الدنيا بقوله )
الرحمن :( ٧٧ - ٧٨ ) فبأي آلاء ربكما...
" فبأي آلاء ربكما تكذبان تبارك اسم ربك ذي الجلال والإكرام " ( ) فبأي آلاء ربكما تكذبان تبارك اسم ربك ذي الجلال والإكرام ( قيل لما ختم نعم الدنيا بقوله ) ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام ( وفيه إشارة إلى أن الباقي هو الله تعالى وأن الدنيا فانية ختم نعمة الآخرة بهذه الآية وهو إشارة إلى تمجيده وتحميده ( م ) عن ثوبان قال ( كان رسول الله ( ﷺ ) إذا انصرف من صلاته استغفر ثلاثاً وقال اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام ) وعن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت ( كان رسول الله ( ﷺ ) إذا سلم من الصلاة لم يقعد إلا مقدار ما يقول : اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام ) أخرجه أبو داود والنسائي غير قولها لم يقعد إلا مقدار ما يقول والله أعلم بمراده.
سورة الواقعة
تفسير سورة الواقعة مكية
وهي سبع وتسعون آية وثلثمائة وثمان وسبعون كلمنة وألف وسبعمائة وثلاثة أحرف.
( بسم الله الرحمن الرحيم )
روى البغوي بسنده عن أبي ظبية عن عبد الله بن مسعود قال سمعت رسول الله ( ﷺ ) يقول ' من قرأ سورة الواقعة كل ليلة لم تصبه فاقة أبدا.
وكان أبو ظبية لا يدعها أبدا وأخرجه ابن الأثير في كتابه جامع الأصول لم يعزه والله تعالى أعلم.
الواقعة :( ١ - ٨ ) إذا وقعت الواقعة
" إذا وقعت الواقعة ليس لوقعتها كاذبة خافضة رافعة إذا رجت الأرض رجا وبست الجبال بسا فكانت هباء منبثا وكنتم أزواجا ثلاثة فأصحاب الميمنة ما أصحاب الميمنة " ( قوله عز وجل :( إذا وقعت الواقعة ( يعني إذا قامت القيامة وقيل إذا نزلت صيحة القيامة وهي النفخة الأخيرة وقيل الواقعة اسم للقيامة كالآزفة، ) ليس لوقعتها ( يعني لمجيئها ) كاذبة ( يعني ليس لها كذب والمعنى أنها تقع حقاً وصدقاً وقيل معناه ليس لوقعتها قصة كاذبة أي كل ما أخبر الله عنها وقص من خبرها قصة صادقة غير كاذبة وقيل معناه ليس لوقعتها نفس كاذبة أي إن كل من يخبر عن وقوعها صادق غير كاذب لم تكذب نفس أخبرت عن وقوعها، ) خافضة رافعة ( أي تخفض أقواماً إلى النار وترفع أقواماً إلى الجنة وقال ابن عباس تخفض أقواماً كانوا في الدنيا مرتفعين وترفع أقواماً كانوا في الدنيا مستضعفين وقيل تخفض أقواماً بالمعصية وترفع أقواماً بالطاعة، ) إذا رجت الأرض رجاً ( أي إذا حركت وزلزلت زلزالاً وذلك أن الله عز وجل إذا أوحى إليها اضطربت فرقاً وخوفاً قال المفسرون ترج كما يرج الصبي في المهد حتى ينهدم كل بناء عليها وينكسر كل ما فيها من جبال وغيرها وهو قوله تعالى :( وبست الجبال بسا ( أي فتتت حتى صارت كالدقيق المبسوس وهو المبلول وقيل


الصفحة التالية
Icon