صفحة رقم ٨٦
نصر الحواريون دين الله لما قال لهم عيسى من أنصاري إلى الله ) قال الحواريون نحن أنصار الله ( وكانوا اثني عشر رجلاً أول من آمن بعيسى عليه الصلاة والسلام وحواري الرجل صفيه وخلاصته ومنه قوله ( ﷺ ) ( حواري ) الزبير ) فآمنت طائفة من بني إسرائيل وكفرت طائفة ( قال ابن عباس في زمن عيسى عليه الصلاة والسلام وذلك أنه لما رفع تفرق قومه ثلاث فرق فرقة قالوا كان الله فارتفع وفرقة قالوا كان ابن الله فرفعه وفرقة قالوا كان عبد الله ورسوله فرفعه وهم المؤمنون واتبع كل فرقة منهم طائفة من الناس فاقتتلوا فظهرت الفرقتان الكافرتان على المؤمنين حتى بعث الله محمداً ( ﷺ ) فظهرت الفرقة المؤمنة على الكافرة فذلك قوله تعالى :( فأيدنا الذين آمنوا على عدوهم فأصبحوا ظاهرين ( أي غالبين وقيل معناه فأصبحت حجة من آمن بعيسى ظاهرة بتصديق محمد ( ﷺ ) أن عيسى روح الله وكلمته والله أعلم بمراده وأسرار كتابه.
سورة الجمعة
( تفسير سورة الجمعة مدنية ) ( وهي إحدى عشرة آية وثلاثون كلمة وسبعمائة وعشرون حرفا ) ( بسم الله الرحمن الرحيم ) )
الجمعة :( ١ - ٣ ) يسبح لله ما...
" يسبح لله ما في السماوات وما في الأرض الملك القدوس العزيز الحكيم هو الذي بعث في الأميين رسولا منهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين وآخرين منهم لما يلحقوا بهم وهو العزيز الحكيم " ( قوله عز وجل :( يسبح له ما في السموات وما في الأرض الملك القدوس العزيز الحكيم هو الذي بعث في الأميين ( يعني العرب وكانت العرب أمة أمية لا تكتب ولا تقرأ حتى بعث فيهم نبي الله وقيل الأمي هو الذي على ما خلق عليه كأنه منسوب إلى أمه ) رسولاً منهم ( يعني محمد ( ﷺ ) يعلمون نسبه وهو من جنسهم وقيل أمياً مثلهم وإنما كان أمياً لأن نعته في كتب الأنبياء النبي الأمي وكونه بهذه الصفة أبعد من توهم الاستعانة بالكتابة على ما أتى به من الوحي والحكمة ولتكون حاله مشاكلة لحال أمته الذين بعث فيهم وذلك أقرب إلى صدقه ) يتلوا عليهم آياته ( أي التي يبين رسالته وقيل آياته التي يتميز بها الحلال من الحرام والحق من الباطل ) ويزكيهم ( أي يطهرهم من دنس الشرك ) ويعلمهم الكتاب ( أي القرآن وقيل الفرائض ) والحكمة ( قيل هي السنة ) وإن كانوا من قبل ( أي من قبل إرسال محمد ( ﷺ ) ) لفي ضلال مبين وآخرين منهم ( أي من المؤمنين الذين ظهروا يدينون بدينهم لأنهم إذا أسلموا صاروا منهم فإن المسلمين كلهم أمة واحدة، وقيل أراد بالآخرين


الصفحة التالية
Icon