صفحة رقم ٩٧
عند الشافعي فلو اجتمعوا وخطب بهم ثم انفضوا قبل افتتاح الصلاة أو انفض واحد من العدد لا يجوز أن يصلي بهم الجمعة بل يصلي الظهر ولو افتتح بهم الصلاة ثم انفضوا فأصح أقوال الشافعي أن بقاء الأربعين شرط إلى آخر الصلاة كما أن بقاء الوقت شرط إلى آخر الصلاة فلو نقص واحد قبل أن يسلم الإمام يجب على الباقين أن يصلوها ظهراً، وفيه قول آخر وهو أنه إن بقي معه اثنان أتمها جمعة وقيل إن بقي معه واحد أتمها جمعة وعند المزني إن انفضوا بعد ما صلى بهم الإمام ركعة أتمها جمعة وإن بقي وحده وإن كان في الركعة الأولى يتمها أربعاً وإن انفض من العدد واحداً، وبه قال أبو حنيفة لكن في العدد الذي يشترط كالمسبوق إذا أدرك مع الإمام ركعة من الجمعة فإذا سلم الإمام أتمها جمعة وإن أدرك أقل من ركعة أتمها أربعاً
( خ ) عن أنس رضي الله عنه
سورة المنافقون
( تفسير سورة المنافقين مدينة ) وهي إحدى عشرة آية ومائة وثمانون كلمة وتسعمائة وستة وسبعون حرفاً.
( بسم الله الرحمن الرحيم ) )
المنافقون :( ١ - ٣ ) إذا جاءك المنافقون...
" إذا جاءك المنافقون قالوا نشهد إنك لرسول الله والله يعلم إنك لرسوله والله يشهد إن المنافقين لكاذبون اتخذوا أيمانهم جنة فصدوا عن سبيل الله إنهم ساء ما كانوا يعملون ذلك بأنهم آمنوا ثم كفروا فطبع على قلوبهم فهم لا يفقهون " ( قوله عز وجل :( إذا جاءك المنافقون ( يعني عبد الله بن أبي سلول وأصحابه قالوا ) نشهد إنك لرسول الله ( وتم الخبر عنهم ثم ابتدأ فقال تعالى :( والله يعلم إنك لرسوله ( أي هو الذي أرسلك فهو عالم بك ) والله يشهد إن المنافقين لكاذبون ( يعني في قولهم نشهد إنك لرسول الله لأنهم أضمروا خلاف ما أظهروا وذلك لأن حقيقة الإيمان أن يواطىء اللسان القلب وكذلك الكلام فمن أخبر عن شيء واعتقد خلافه أو أضمر خلاف ما أظهر فهو كاذب ألا ترى أنهم كانوا يقولون بألسنتهم نشهد إنك لرسول الله وسماه كذباً لأن قولهم خالف اعتقادهم ) اتخذوا أيمانهم جنة ( أي سترة يسترون بها من القتل ومعنى أيمانهم ما أخبر الله عنهم من حلفهم إنهم لمنكم وقولهم نشهد إنك لرسول الله ) فصدوا عن سبيل الله ( أي أعرضوا بأنفسهم عن طاعة الله وطاعة رسوله وقيل منعوا الناس عن الجهاد وعن الإيمان بمحمد ( ﷺ ) ) إنهم ساء ما كانوا يعملون ( يعني حيث آثروا الكفر على الإيمان ) ذلك بأنهم آمنوا ( أي في الظاهر


الصفحة التالية
Icon