صفحة رقم ٢٧١
قال ابن عابس لمانهي أبو جهل رسول الله ( ﷺ ) عن الصلاة انتهره رسول الله ( ﷺ ) فقا لأبو جهل أتنتهرني فوالله لأملأن عليك هذا الوادي إن شئت خيلا جردا ورجالا مردا وعن ابن عباس قال كان رسول الله يصلي فجاءه أبو جهل فقال أم أنهك عن هذا فانصرف النبي ( ﷺ ) فزبره فقال أبو جهل إنك لتعلم ما بها ناد أكثر مني فأنزل الله تعالى ) فليدع ناديه سنودعو الزبانية ( قال ابن عباس والله لو دعا ناديه أخذته زبانية الله أخرجه الترمذي وقال حديث حسن صحيح ومعن يفليدع ناديه أي عشيرته وقومه فلينتصر بهم وأصل النادي المجلس الذي يجمع الناس ولا يسمى ناديا ما لم يكن فيه أهله سندع الزبانية يعني الملائكة الغلاظ الشداد قال ابن عباس يريد زبانية جهنم سموا بذلك لأنهم يدفعون أهل النار إليها بشدة مأخوذ من الزبن وهو الدفع ) كلا ( أي ليس الأمر على ما هو عليه أبو جهل ) لا تطعه ( أي في ترك الصلاة ) واسجد ( يعني صل الله ) واقترب ( أي من الله ( م ) عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه أن رسول الله قال ' أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد فأكثروا من الدعاء ' وهذه السجدة من عزائم سجود التلاوة عند الشافعي فيسن للقارئ والمستمع أن يسجد عند قراءتها يدل عليه ما روى عن أبي هريرة رضي الله عنه قال ' سجدنا مع رسول الله ( ﷺ ) في اقرأ باسم ربك وإذا السماء انشقت ' أخرجه مسلم والله سبحانه وتعالى أعلم.
سورة القدر
تفسير سورة القدر وهي مدنية وقيل أنها مكية والقول الأول أصح وهو قول الأكثرون قيل إنها أول ما نزل بالمدينة وهي خمس آيات وثلاثون كلمة ومائة واثنا عشر حرفا.
( بسم الله الرحمن الرحيم ) )
القدر :( ١ - ٢ ) إنا أنزلناه في...
" إنا أنزلناه في ليلة القدر وما أدراك ما ليلة القدر " ( قوله عزّ وجلّ :( إنا أنزلناه ( يعني القرآن كناية عن غير مذكور ) في ليلة القدر ( وذلك أن الله تعالى أنزل القرآن العظيم جملة واحدة من اللّوح المحفوظ إلى السّماء الدّنيا ليلة القدر فوضعه في بيت العزة، ثم نزل به جبريل عليه السّلام على النبي ( ﷺ ) نجوماً متفرقة في مدة ثلاث وعشرين سنة، فكان ينزل بحسب الوقائع، والحاجة إليه، وقيل إنما أنزله إلى السّماء الدّنيا لشرف الملائكة بذلك ولأنها كالمشترك بيننا وبين الملائكة، فهي لهم سكن ولنا سقف وزينة وسميت ليلة القدر لأن فيها تقدير الأمور، والأحكام، والأرزاق، والآجال، وما يكون في تلك السنة إلى مثل هذه اللّيلة من السّنة المقبلة يقدر الله ذلك في بلاده وعباده، ومعنى هذا أن الله يظهر ذلك لملائكته ويأمرهم بفعل ما هو من وظيفتهم بأن يكتب لهم ما قدره في تلك السنة ويعرفهم إيّاه، وليس المراد منه أن يحدثه في تلك اللّيلة لأن الله تعالى قدر المقادير قبل أن يخلق السّموات والأرض في الأزل، قيل للحسين بن الفضل أليس قد قدر الله المقادير قبل أن يخلق السّموات والأرض قال : نعم قيل له فما معنى ليلة القدر قال سوق المقادير إلى المواقيت وتنفيذ القضاء المقدر، وقيل سميت ليلة القدر لعظم قدرها وشرفها على اللّيالي من قولهم لفلان قدر عند الأمير، أي منزلة وجاه، وقيل سميت بذلك لأن العمل الصّالح يكون فيها ذا قدر عند الله لكونه مقبولاً، وقيل سميت بذلك لأن الأرض تضيق بالملائكة فيها.