صفحة رقم ٣٠٠
بسجود السهو فظهر الفرق بين السّهوين، وقيل السّهو عن الصّلاة هو أن يبقى ناسياً لذكر الله في جميع أجزاء الصّلاة، وهذا لا يصدر إلا من المنافق الذي يعتقد أنه لا فائدة في الصّلاة، فأما المؤمن الذي يعتقد فائدة صلاته، وأنها عليه واجبة، ويرجو الثواب على فعلها، ويخاف العقاب على تركها، فقد يحصل له سهو في الصّلاة يعني أن يصير ساهياً في بعض أجزاء الصّلاة بسبب وارد يرد عليه بوسوسة الشّيطان أو حديث النّفس، وذلك لا يكاد يخلو منه أحد، ثم يذهب ذلك الوارد عنه، فثبت بهذا الفرق أن السّهو عن الصّلاة من أفعال المنافق والسّهو في الصّلاة من أفعال المؤمن.
) الذين هم يراؤون ( يعني يتركون الصّلاة في السّر ويصلونها في العلانية، والفرق بين المنافق، والمرائي أن المنافق هو الذي يبطن الكفر ويظهر الإيمان، والمرائي يظهر الأعمال مع زيادة الخشوع ليعتقد فيه من يراه أنه من أهل الدّين والصّلاح أما من يظهر النّوافل ليقتدى به ويأمن على نفسه من الرّياء، فلا بأس بذلك وليس بمراء ثم وصفهم بالبخل فقال تعالى ) ويمنعون الماعون ( روى عن على أنه قال هي الزكاة وهو قول ابن عمر والحسن وقتادة والضحاك ووجه ذلك أن الله تعالى ذكرها بعد الصلاة فذمهم على ترك الصلاو ومنع الزكاة وقال ابن مسعود الماعون الفاس والدلو والقدر وأشباه ذلك وهي رواية عن ابن عباس ويدل عليه ما روى عنه قال كنا نعد الماعون العارية وقال عكرمة الماعون المعروف أعلاه الزكاىة المفروضة وأدناه عارية المتاع وقال محمد بن كعب القرظي الماعون المعروف ماعونا لأنه قليل من كثير وقيل الماعون ما لا يحل منعه مثل الماء والملح والنار ويلتحق بذلك البئر والتنور فيء البيت فلايمنع جيرانه من الانتفاع بهمنا ومعنى الآية الزجر عن البخل يهذه الأشيباء القليلة الحقيرة فإن البخل بها في نهاية البخل قال العلماء ويتحب أن يستكثر الرجل في بيته مما يحتاج إليه الجيرامن فيعيرهم ويتفضب عليهم ولا يقتصر على الواجب والله أعلم.
سورة الكوثر
تفسير سورة الكوثر وهي مكية قال ابن عباس والجمهور وقيل إنها مدنية قاله الحسن وعكرمة وقتادة وهي ثلاث آيات وعشر كلمات واثنان وأربعون حرفا.
( بسم الله الرحمن الرحيم ) قوله عز وجل )
الكوثر :( ١ - ٣ ) إنا أعطيناك الكوثر
" إنا أعطيناك الكوثر فصل لربك وانحر إن شانئك هو الأبتر " ( قوله عزّ وجلّ :( إنا أعطيناك الكوثر ( نهر في الجنة أعطاه الله محمداً ( ﷺ )،