﴿ نَّحْنُ نَرْزُقُكَ ﴾ [طه : ١٣٢] وإياهم فلا تهتم لأمر الرزق وفرغ بالك لأمر الآخرة لأن من كان في عمل الله كان الله في عمله.
عن عروة بن الزبير أنه كان إذا رأى ما عند السلاطين قرأ : ولا تمدن عينيك.
الآي ثم ينادي الصلاة، الصلاة رحمكم الله.
وكان بكر بن عبد الله المزني إذا أصاب أهله خصاصة قال : قوموا فصلوا بهذا أمر الله ورسوله.
وعن مالك بن دينار مثله.
وفي بعض المسانيد أنه عليه السلام كان إذا أصاب أهله ضر أمرهم بالصلاة وتلا هذه الآية ﴿ وَالْعَـاقِبَةُ لِلتَّقْوَى ﴾ [طه : ١٣٢] أي وحسن العاقبة لأهل التقوى بحذف المضافين.
جزء : ٣ رقم الصفحة : ١٠٧
﴿ وَقَالُوا ﴾ أي الكافرون ﴿ لَوْلا يَأْتِينَا بِـاَايَةٍ مِّن رَّبِّهِ ﴾ [طه : ١٣٣] هلا يأتينا محمد بآية من ربه تدل على صحة نبوته ﴿ أَوَلَمْ تَأْتِهِم ﴾ أو لم تأتهم مدني وحفص وبصري ﴿ بَيِّنَةُ مَا فِى الصُّحُفِ الاولَى ﴾ [طه : ١٣٣] أي الكتب المتقدمة يعني أنهم اقترحوا على عادتهم في التعنت آية على النبوة فقيل لهم : أو لم تأتكم آية هي أم الآيات وأعظمها في باب الإعجاز يعني القرآن من قبل أن القرآن برهان ما في سائر الكتب المنزلة ودليل صحته لأنه معجزة وتلك ليست بمعجزات فهي مفتقره إلى شهادته على صحة ما فيها ﴿ وَلَوْ أَنَّآ أَهْلَكْنَـاهُم بِعَذَابٍ مِّن قَبْلِهِ ﴾ [طه : ١٣٤] من قبل الرسول أو القرآن ﴿ لَقَالُوا رَبَّنَا لَوْلا أَرْسَلْتَ ﴾ هلا ﴿ أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولا فَنَتَّبِعَ ﴾ [طه : ١٣٤] بالنصب على جواب الاستفهام بالفاء ﴿ مِن قَبْلِ أَن نَّذِلَّ وَنَخْزَى ﴾ [طه : ١٣٤] بنزول العذاب ﴿ وَنَخْزَى ﴾ في العقبى ﴿ قُلْ كُلٌّ ﴾ [طه : ١٣٥] أي كل واحد منا ومنكم ﴿ مُّتَرَبِّصٌ ﴾ منتظر للعاقبة ولما
١٠٨
يؤول إليه أمرنا وأمركم ﴿ فَتَرَبَّصُوا ﴾ أنتم إذا جاءت القيامة ﴿ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَـابِ ﴾ [فاطر : ٦] مبتدأ وخبر ومحلهما نصب ﴿ الصِّرَاطِ السَّوِيِّ ﴾ [طه : ١٣٥] المستقيم ﴿ وَمَنِ اهْتَدَى ﴾ [طه : ١٣٥] إلى النعيم المقيم.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم " لا يقرأ أهل الجنة إلا سورة طه ويس "
١٠٩
سورة الأنبياء
مكية، وهي مائة واثنتا عشرة آية كوفي وإحدى عشرة آية مدني وبصري)
﴿ اقْتَرَبَ ﴾ دنا ﴿ لِلنَّاسِ ﴾ اللام صلة لاقتراب.
عن ابن عباس رضي الله عنهما أن المراد بالناس المشركون لأن ما يتلوه من صفات المشركين ﴿ حِسَابَهُم ﴾ وقت محاسبة الله إياهم ومجازاته على أعمالهم يعني يوم القيامة، وإنما وصفه بالاقتراب لقلة ما بقي بالإضافة إلى ما مضى ولأن كل آتٍ قريب ﴿ وَهُمْ فِى غَفْلَةٍ ﴾ [الأنبياء : ١] عن حسابهم وعما يفعل بهم ثم ﴿ مُّعْرِضُونَ ﴾ عن التأهب لذلك اليوم فالاقتراب عام والغفلة والإعراض يتفاوتان بتفاوت المكلفين، فرب غافل عن حسابه لاستغراقه في دنياه وإعراضه عن مولاه، ورب غافل عن حسابه لاستهلاكه في مولاه وإعراضه عن دنياه فهو لا يفيق إلا برؤية المولى، والأول إنما يفيق في عسكر الموتى فالواجب عليك أن تحاسب نفسك قبل أن تحاسب وتتنبه للعرض قبل أن تنبه، وتعرض عن الغافلين وتشتغل بذكر خالق الخلق أجمعين لتفوز بلقاء رب العالمين ﴿ مَا يَأْتِيهِم مِّن ذِكْرٍ ﴾ [الأنبياء : ٢] شيء من القرآن ﴿ مِّن رَّبِّهِم مُّحْدَثٍ ﴾ [الأنبياء : ٢] في التنزيل
١١٠
إثباته، مبتدأة تلاوته، قريب عهده باستماعهم، والمراد به الحروف المنظومة.
ولا خلاف في حدوثه ﴿ إِلا اسْتَمَعُوهُ ﴾ [الأنبياء : ٢] من النبي عليه السلام أو غيره ممن يتلوه ﴿ وَهُمْ يَلْعَبُونَ ﴾ [الأعراف : ٩٨] يستهزئون به.
جزء : ٣ رقم الصفحة : ١١٠


الصفحة التالية
Icon