من الإيمان على أنه في نفس روح لحياة القلوب به.
وعن الثوري أنه قال : كانوا يرون أنها نزلت فيمن يصحب السلطان.
وعن عبد العزيز بن أبي رواد أنه لقيه المنصور فلما عرفه هرب منه وتلاها.
وقال سهل : من صحح إيمانه وأخلص توحيده فإنه لا يأنس بمبتدع ولا يجالسه ويظهر له من نفسه العداوة، ومن داهن مبتدعاً سلبه الله حلاوة السنن، ومن أجاب مبتدعاً لطلب عز الدنيا أو غناها أذله الله بذلك العز وأفقره بذلك الغنى، ومن ضحك إلى مبتدع نزع الله نور الإيمان من قلبه، ومن لم يصدق فليجرب.
﴿ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّـاتٍ تَجْرِى مِن تَحْتِهَا الانْهَـارُ خَـالِدِينَ فِيهَا رَضِىَ اللَّهُ عَنْهُمْ ﴾ بتوحيدهم الخالص وطاعتهم ﴿ وَرَضُوا عَنْهُ ﴾ [المجادلة : ٢٢] بثوابه الجسيم في الآخرة أو بما قضى عليهم في الدنيا ﴿ أؤلئك حِزْبُ اللَّهِ ﴾ [المجادلة : ٢٢] أنصار حقه ودعاة خلقه ﴿ أَلا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴾ [المجادلة : ٢٢] الباقون في النعيم المقيم الفائزون بكل محبوب الآمنون من كل مرهوب.
٣٤٩
سورة الحشر
مدنية وهي أربع وعشرون آية

بسم الله الرحمن الرحيم

﴿ سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِى السَّمَـاوَاتِ وَمَا فِى الارْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴾ [الحشر : ١] روي أن هذه السورة نزلت بأسرها في بني النضير، وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلّم حين قدم المدينة صالح بنو النضير رسول الله صلى الله عليه وسلّم على أن لا يكونوا عليه ولا له، فلما ظهر يوم بدر قالوا : هو النبي الذي نعته في التوراة، فلما هزم المسلمون يوم أحد ارتابوا ونكثوا فخرج كعب بن الأشرف في أربعين راكباً إلى مكة فحالف أبا سفيان عند الكعبة فأمر صلى الله عليه وسلّم محمد بن مسلمة الأنصاري فقتل كعباً غيلة، ثم خرج صلى الله عليه وسلّم مع الجيش إليهم فحاصرهم إحدى وعشرين ليلة وأمر بقطع نخيلهم، فلما قذف الله الرعب في قلوبهم طلبوا الصلح فأبى عليهم إلا الجلاء على أن يحمل كل ثلاثة أبيات على بعير ما شاءوا من متاعهم، فجلوا إلى الشام إلى أريحاء وأذرعات.
جزء : ٤ رقم الصفحة : ٣٥٠
﴿ هُوَ الَّذِى أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَـابِ ﴾ [الحشر : ٢] يعني يهود بني النضير
٣٥٠


الصفحة التالية
Icon