تفسير سورة هود
وهي مكية وآيها مائة وثلاث وعشرون أو اثنتان وعشرون
قال في التأويلات النجمية قوله : بسم الله إشارة إلى الذات الرحمن يشير إلى صفة الجلال الرحيم إلى صفة الجمال.
والمعنى أن هاتين الصفتين قائمتان بذاته جل جلاله وباقي الأسماء مشتملة على هاتين الصفتين وهمان من صفات القهر واللطف.
جزء : ٤ رقم الصفحة : ٨٩
﴿الار﴾ أي : هذه السورة الرأي : مسماة بهذا الاسم فيكون خبر مبتدأ محذوف أو لا محل له من الأعراب مسرود على نمط تعديد الحروف للتحدي والإعجاز، وهو الظاهر في هذه السورة الشريفة، إذ على الوجه الأول يكون كتاب خبراً بعد خبر فيؤدي إلى أن يقال : هذه السورة كتاب وليس ذاك بل هي آيات الكتاب الحكيم كما في سورة يونس، وحمل الكتاب على المكتوب أو على البعض تكلف، وهو اللائح بالبال قالوا : الله أعلم بمراده من الحروف المقطعة فأنها من الأسرار المكتومة كما قال الشعبي : حين سئل عنها سر الله فلا تطلبوه، والله تعالى لا يظهر على غيبه أحداً إلا من ارتضى من رسول، أو وارث رسول.
وفي الحديث : إن من العلم كهيئة المكنون لا يعلمه إلا العلماء بالله فإذا نطقوا به لا ينكره إلا أهل الغرة بالله رواه أبو منصور الديلمي وأبو عبد الرحمن السلمي كما في الترغيب.
قال الرقاشي : هي أسرار الله يبديها إلى أمناء أوليائه وسادات النبلاء من غير سماع، ولا دراسة، وهي من الأسرار التي لم يطلع عليها إلا الخواص كما في فتح القريب.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال : حفظت من رسول الله وعاءين فأما أحدهما فبثثته فيكم وأما الآخر فلو بثثته قطع هذا البلعوم.
قال البخاري : البلعوم مجرى الطعام كما في شرح الكردي على الطريقة المحمدية.
وقال سلطان المفسرين والمؤولين : ابن عباس رضي الله عنهما : معنى الر أنا الله أرى (منم خداي كه مي بينم طاعت مطيعا نرا ومعصيت عاصيا نرا وهركس را مناسب عمل أو جزا خواهم داد س اين كلمه مشتمل است بروعد ووعيد كما في تفسير الكاشفي ويقال : الألف آلاؤه واللام لطفه والراء ربوبيته كما في تفسير أبي الليث وسيأتي في التأويلات غير هذا كتاب أي : هذا القرآن كتاب كما ذهب إليه غير واحد من المفسرين.
احكمت آياته نظمت نظماً محكماً لا يعتريه نقض ولا خلل لفظاً ومعنى كالبناء المحكم المرصف أو منعت من النسخ بمعنى التغيير مطلقاً.
وفي المثنوى :
مصطفى را وعده كرد ألطاف حق
كر بميرى تو نميرد اين سبق
كس نتاند بيش وكم كردن درو
تو به ازمن حافظي ديكر مجو
هست قرآن مرترا همون عصا
كفر هارا دركشد ون ادها


الصفحة التالية
Icon