ـ روي ـ أن واحداً منهم كان كثير الوجد والزعقات فجاء يوماً وأودع خرقته عند الشيخ في الحرم الشريف وقال : إن صيحتي الآن لامرأة عشقتها فأنا لا أريد أن أكون كاذباً في حالي بأن ألبس لباس العشاق وأنا على تلك الحال ثم إنه بعد أيام جاء وأخذ خرقته وقال : الحمدالذي خلصني منها وعدت إلى حالي ومن قبيل الصدق في الحال صدق لمريد من إرادته فإنه إذا وقع منه حركة مخالفة لإرادة الشيخ فهو كاذب في إرادته فإن المريد من أفنى إرادته في إرادة الشيخ ففي أي مرتبة من القال والحال وجد الصدق كان سبب النجاة وباعثاً لرفع الدرجات قال الشاعر :
جزء : ٩ رقم الصفحة : ٢٦٢
سيعطي الصادقين بفضل صدق
نجاة في الحياة وفي الممات
وسبب هذا الشعر أن ثلاثة أخوة من الشأم كانوا يغزون فأسرهم الروم مرة فقال لهم الملك : إني أجعلكم ملوكاً وأزوجكم بناتي إن قبلتم النصرانية فأبوا وقالوا : يا محمداه فأدخل اثنين في الزيت المغلي وأخذ الثالث علج وسلط عليه ابنته وكانت من أجمل النساء فأخذ الشاب في صيام النهار وقيام الليل فآمنت البنت وخرجا إلى الشام فجاء أخواه الشهيدان مع الملائكة ليلة وزوجاه المرأة وسألهما أخوهما عن حالهما فقالا : ما كانت إلا التي رأيت حتى دخلنا في الفردوس وإن الله تعالى أرسلنا إليك نشهد تزويجك بهذه الفتاة وكانا مشهورين بالشام حتى قال الشعراء فيهما أبياتاً منها ما ذكرناه.
ـ وروي ـ جنيد البغدادي قدس سره عن أمير المؤمنين علي رضي الله عنه أنه قال : الصوف ثلاثة أحرف فالصاد صدق وصبر وصفاء والواو ود وورد ووفاء والفاء فقر وفرد وفناء فإذا لم توجد هذه الصفات في لا يكون صوفياً قال سهل رحمه اللهك أول خيانة الصديقين حديثهم مع أنفسهم وسئل فتح الموصلي رحمه الله عن الصادق فأدخل يده في كير الحديد وأخرج حديدة محماة ووضعها في كفه وقال : هذا هو الصدق قال جنيد البغدادي رحمه الله : الصادق ينقلب في اليوم أربعين مرة والمرائي يثبت على حالة واحدة أربعين سنة وذلك لأن مطلب العارفين من الله الصدق والعبودية والقيام بحق الربوبية من غير مراعاة حظ النفس وكل من عداهم من العابد والزاهد والعالم لا يفارقون الحظوظ والأغراض نسأل الله العافية :
٢٨٧
جزء : ٩ رقم الصفحة : ٢٦٢
تفسير سورة الرحمن
وتسمى عروس القرآن مكية أو مدنية وآيها ست أو سبع أو ثمان وسبعون
جزء : ٩ رقم الصفحة : ٢٨٧
جزء : ٩ رقم الصفحة : ٢٨٨
﴿الرَّحْمَانُ﴾ مبتدأ خبره ما بعده أي الذي له الرحمة الكاملة كما جاء في بعض الدعاء رحمان الدنيا ورحيم الآخرة لأنه عم الرزق في الدنيا كما قيل :
أديم زمين سفره عام اوست
برين خوان يغما ه دشمن ه دوست


الصفحة التالية
Icon