تفسير سورة التغابن
مختلف في كونها مكية أو مدنية وآيها ثمان عشرة
جزء : ٩ رقم الصفحة : ٥٤٤
جزء : ١٠ رقم الصفحة : ٢
﴿يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِى السَّمَاوَاتِ﴾ من الروحانيات ﴿وَمَا فِى الأرْضِ﴾ من الجسمانيات أي ينزهه سبحانه جميع ما فيهما من المخلوقات عما لا يليق بجناب كبريائه تنزيهاً مستمراً والمراد إما تسبيح الإشارة الذي هو الدلالة فتعم ما كل حي وجماد و تسبيح العبارة الذي هو أن يقول سبحان الله فتعمهما أيضاً عند أهل الله وعن بعضهم سمعت تسبيح الحيتان في البحر المحيط يقلن سبحان الملك القدوس رب الأقوات والأرزاق والحيوانات والنباتات ولولا حياة كل شيء من رطب ويابس ما أخبر عليه السلام إنه يشهد للمؤذن وكم بين الله ورسوله مما ميع المخلوقات عليه من العلم بالله والطاعة له والقيام بحقه فآمن بعضهم وصدق وقبل ما أضافه الله إلى نفسه وما أضاف إليه رسوله وتوقف بعضهم فلم يؤمنوا ولم يسمعوا وتأولوا الأمر بخلاف ما هو عليه وقصدهم بذلك أن يكونوا من المؤمنين وهم في الحقيقة من المكذبين لترجيحهم حسهم على الإيمان بما عرفه لهم ربهم لما لم يشاهدوا ذلك مشاهدة عين وعن بعض العارفين في الآية أي يسبح وجودك بغير اختيارك وأنت غافل عن تسبيح وجودك له وذلك إن وجودك قائم في كل لمحة بوجوده يحتاج إلى الكينونة بتكوينه إياه ابن قلبك ولسانك إذا اشتغل بذكر غيرنا وفي الحقيقة لم يتحرك الوجود إلا بأمره ومشئته وتلك الحركة إجابة داعي القدم في جميع مراده وذلك محض التقديس ولكن لا يعرفه إلا لعارف بالوحدانية ﴿لَهُ الْمُلْكُ﴾ الدآثم الذي لا يزول وهو كمال القدرة ونفاذ التصرف وبالفارسية مروراست بادشاهى كه ارض وسما وما بينهما بيافريد ﴿وَلَهُ الْحَمْدُ﴾
أي حمد الحامدين وهو الثناء بذكر الأوصاف الجميلة والأفعال الجزيلة وتقديم الجار والمجرور للدلالة على تأكيد الاختصاص وإزاحة الشبهة بالكلية فإن اللام مشعر بأصل الاختصاص قدم أو أخر أي له الملك وله الحمد لا لغيره إذ هو المبدىء لكل شيء وهو القائم به والمهيمن عليه المتصرف فيه كيف يشاء وهو المولى لأصول النعم وفروعها ولولا إنه أنعم بها على عباده لما قدر أحد على أدنى شيء فالمؤمنون يحمدونه على نعمه وله الحمد في الأولى والآخرة وأما ملك غيره فاسترعاء من جنابه وتسليط منه وحمد غيره اعتداد بأن نعمة الله جرت على يده فللبشر ملك وحمد من حيث الصورة لا من حيث الحقيقة.
باغير أو أضافت شاهى بود نان
جزء : ١٠ رقم الصفحة : ٢
بريك دووب اره زشطرنج نام شاه