﴿كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِى شَأْنٍ﴾ وبقوله : يعلم ما يلج في الأرض ما يخرج منها وما ينزل من السماء وما يعرج فيها وأما التجليات الشهودية فما كانت وتكون في الدنيا والآخرة لقلوب أهل الكمال وأرواحهم وأسرارهم من الأنبياء العظام والأولياء الكرام فمعنى الآية يتنزل أمر الله بالإيجاد والتكوين وترتيب النظام والتكميل بين كل سماء وأرض من جانب العرش العظيم أبداً دآثماً لأن الله تعالى لم يزل ولا يزال خالقاً في الدنيا والآخرة فيفني ويعدم عوالم ويوجد ويظهر عوالم أخرى لا نهاية لشؤونه فهو كل يوم وآن في أمر وشأن بحسب مقتضايت استعدادات أهل العصر وموجبات قابليات أصحاب الزمان لتعلموا إن الله على كل شيء قدير} متعلق بخلق أو يتنزل أو بمايعهما أي فعل ذلك لتعملوا أن من قدر على ما ذكر قادر على كل شيء ومنه البعث اللحاسب والجزاء فتطيعوا أمره وتقبلوا حكمه وتستعدوا لكسب السعادة والخلاص من الشقاوة واللام لام المصلحة والحكمة لأن فعله تعالى خال عن العبث.
(روى) عن الإمام الأعظم إنه قال إن هذه الآية من أخوف الآيات في القرآن لا لام الغرض فإنه تعالى منزه عن الغرض إذ هو لمن له الاحتياج والله غني عن العالمين ﴿وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَىْءٍ عِلْمَا﴾ كما اطبه قدرة لاستحالة صدور الأفاعيل المذكورة ممن ليس كذلك والإحاطة العلم البالغ وبالفارسية وبدرستى كه فرارسيده است بهمه يزازروى علم يعني علم قودرت أو محيط است بهمه اشيا از موجودات علمي وعيني هي يز ازدائره علم وقدرت أو خارج نيست.
رمزيست زسرقدرتش كن فيكون
بادانش أو يكيست بيرون ودرون
درغيب وشهادة ذره نتوان يافت
از دائره قدرت وعلمش بيرون
ويجوز أن يكون العامل في اللام بيان ما ذكر من الخلق وتنزل الأمراي أوحى ذلك وبينه لتعلموا بما ذكر من الأمور التي تشاهدونها والتي تتلقونها من الوحي من عجائب المصنوعات إنه لا يخرج عن علمه وقدرته شيء ما أصلا قوله علماً نصب على التمييز أي أحاط علمه بكل شيء كما في عين المعاني أو على المصدر المؤكد لأن المعنى وإن الله قد علم كل شيء علماً كما فتح الرحمن، قال البقلي قدس سره : لو كان للإنسان قدرة المعرفة كالأرواح لم يخاطبه بالعلل والاستدلال ليعلم برؤية الأشياء وجود الحق وكان كالأرواح في الخطاب بلا علة في تعريف نفسه إياها تقول ألست بربكم إذ هناك خطاب وشهود وتعريف بغير علة فلما علم عجزه وهو في عالم
٤٦
الجسم عن حمل واردات الخطاب الصرف أحاله إلى الشواهد بقوله :﴿خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ﴾ الخ.
وليس بعارف في الحقيقة من عرفه بشيء من الأشياء أو بسبب من الأسباب فمن نظر إلى خلق الكون يعرف إنه ذو قدرة واسعة وذو إحاطة شاملة ويخاف من قهره ويذوب قلبه بعلمه في رؤية إطلاع الحق عليه قال الشيخ نجم الدين في تأويلاته وفي هذه الآية الكريمة غوامض من أسرار القرآن مكنونة ويدل عليه قول ابن عباس رضي الله عنهما لما سئل عن هذه الآية وقال لو فسرتها لقطعوا حلقومي ورجموني والمعنى الذي أشار إليه رضي الله عنه مما لا يعبر عنه ولا يشار إليه ولكن يذاق.
جزء : ١٠ رقم الصفحة : ٢٤
تفسير سورة التحريم
اثنتا عشرة آية مدينة
جزء : ١٠ رقم الصفحة : ٤٦
يا اأَيُّهَا النَّبِىُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَآ أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ} أصل لم لما والاستفهام لإنكار التحريم وهو بالفارسية حرام كردن.
جزء : ١٠ رقم الصفحة : ٤٧
كما إن الإحلال حلال كردن.
روى أن النبي عليه السلام خلا بسريته مارية القبطية التي أهداها إليه المقوقس ملك مصر في يوم عائشة رضي الله عنها ونوبتها وعلمت بذلك حفصة رضي الله عنها فقال لها اكتمي علي ولا تعلمي عائشة فقد حرمت مارية على نفسي وابشرك أن أبا بكر وعمر رضي الله عنهما يملكان بعدي امر أمتي فأخبرت به عائشة رضي الله عنها ولم تكتم وكانتا متصادقتين متظاهرتين على سائر أزواج النبي عليه السلام، قال السهيلي رحمه الله : أمرها أن لا تخبر عائشة ولا سائر أزواجه بما رأت وكانت رأته في بيت ماري بنت شمعون القبطية أم ولده إبراهيم المتوفى في الثدي وهو ابن ثمانية عشر شهراً فخشى أن يلحقهن بذلك غيرة واسر الحديث إلى حفصة فأفشته وقيل خلا بها في يوم حفصة كما قال بعض أهل التفسير كان رسول الله عليه السلام يقسم بين نسائه فلما كان يوم حفصة بنت عمر بن الخطاب رضي الله عنه استأذنت رسول الله في زيارة أبيها فأذن لها فلما خرجت ارسل رسول الله إلى أم ولده مارية القبطية (قال في كشف الأسرار) دربيرون مدينة در نخلستان در سرايي مقام داشت كه زنان رسول نمى خواستندكه درمدينه با يشان نشنيد وكاه كاه رسول خدا ازبره طهارت بيرون شدى واورا ديدى انتهى.