سورة الملك
مكية وآيها ثلاثون بالاتفاق
جزء : ١٠ رقم الصفحة : ٧١
جزء : ١٠ رقم الصفحة : ٧٢
﴿تَبَارَكَ الَّذِى بِيَدِهِ الْمُلْكُ﴾ البركة النماء والزيادة حسبة أو عقلية ونسبتها إلى الله تعالى باعتبار تعاليه عما سواه في ذاته وصفاته وأفعاله يعني لن البركة تتضمن معنى الزيادة وهي تقتضي التعالى عن الغيرك ما قال ليس كمثله شيء أي في ذاته لوجوب وجوده وفي صفاته وأفعاله لكل لكلماله فيهما وأما قوله تخلقوا بأخلاق الله فباعتبار اللوازم وبقدر الاستعداد لا باعتبار الحقيقة والكنه فإن الاتصاف بها بهذا الاعتبار مخصوص بالله تعالى فأين أحياء عيسى عليه السلام، الأموات من أحياء الله تعالى فإنه من الله بدعائه فالمعجزة استجابة مثل هذا الدعاء ومظهريته له بقدر استعداده وبهذا التقرير ظهر معنى قول بعض المفسرين تزايد في ذاته فإن التزايد في ذاته لايكون إلا باعتبار تعاليه بوجوده الواجب وتنزهه عن الفناء والتغير والاستقلال وصيغة تبارك بالدلالة على غاية الكمال وإنبائها عن نهاية التعظيم لم يجز استعمالها في حق غيره سبحانه ولا استعمال غيرها من الصيغ مثل يتبارك في حقه تبارك وتعالى وإسنادها إلى الموصول للاستشهاد بما في حيز الصلة على تحقق مضمونها والموصولات معارف ولا شك إن المؤمنين يعرفونه بكون الملك بيده وإما غيرهم فهم في حكم العارفين لأن الأدلة القطعية
٧٢
لما دلت على ذلك كان في قوة المعلوم عند العاقل واليد مجاز عن القدرة التامة والاستيلاء الكامل لما أن أثرها يظهر في الأكثر من اليد يقال فلان بيده الأمر والنهي والحل والعقد أي له القدرة الغالبة والتصرف العام والحكم النافذ (قال الحكيم السنائي) يد اوقدر تست ووجه بقاش.
آمدن حكمش ونزول عطاش
اصبعينش نفاذ حكم قدر
قد مينش جلال وقهر وخطر
وفي عين المعني اليد صلة والقدرة والمذهب إنها صفة له تعالى بلا تأويل ولا تكييف والملك بمعنى التصرف والسلطنة واللام للاستغراق ولذا قال في كشف الأسرار ملك هجده هزار عالم بدست اوست.
جزء : ١٠ رقم الصفحة : ٧٢
والمعنى تعالى وتعاظم بالذات عن كل ما سواه ذاتا وصفة وفعلا الذي بقبضة قدرته التصرف الكلى في كل الأمور لا بقبضة غيره فيأمر وينهى ويعطي ويمنع ويحيى ويميت ويعز ويذل ويفقر ويغنى ويمرض ويشفى ويقرب ويبعد ويمر ويحرب ويفرق ويصل ويكشف وبحجب إلى غير ذلك من شؤون العظمة وآثار القدرة الإلهية والسلطنة الأزلية والأبدية وقال بعضهم : البركة كثرة الخير ودوامه فنسبتها إلى الله تعالى باعتبار كثرة ما يفيض منه على مخلوقاته من فنون الخيرات أي تكاثر خير الذي بيده الملك وتزايد نعمه وإحسانه كما قال تعالى وإن تعدو نعمة الله تحصوها قال الراغب البركة ثبوت الخير الإلهي في الشيء والمبارك ما فيه ذلك الخير ولما كان الخير الإلهي يصدر من حيث لا يحس وعلى وجه لا يحى ولا يحصر قيل لكل ما يشاهد منه زيادة غير محسوسة هو مبارك وفيه بركة وإلى هذه الزيادة أشير بما روى لا ينقص مال من صدقة وقوله تبارك الذي جعل في السماء بروجاً تنبيه على ما يفيضه علينا من نعمه بوساطة هذه البروج والنيرات المذكورة وكل موضع ذكر فيه لفظة تبارك فهو تنبيه على اختصاصه تعالى بالخيرات المذكورة مع ذكر تبارك وفي الكواشي معنى تبارك تعالى عن صفات المحدثين وجميع المستعمل من (ب ر ك) وبعسكه يشتمل على معنى أي ثبت الثبوت الخير في خرائن الذي وقال سهل قدس سره تعالى من تعظم عن الأشياء والأولاد والأضداد واتذاد بيده الملك يقلبه بحوله وقوته يؤتيه من يشاء وينزعه ممن يشاء وقيل يريد به النبوة يعز بها من اتبع ويذل بها من خالف وقال جعفر قدس سره : هو المبارك على من انقطع إليه أو كان له أي فإه وارث النبي عليه السلام، وخليفة وقد قيل في حقه وبارك عليه وقال القاشاني قدس سره الملك عالم الأجسام كما أن الملكوت عالم النفوس ولذلك وصف ذاته باعتبار تصريفه في عالم الملك بحسب مشيئته بالتبارك الذي هو غاية العظمة ونهاية الازدياد في العلو والبركة وباعتبار تسخيره عالم الملكوت بمقتضى إرادته بالتسبيح الذي هو التنزيه كقوله : فسبحان الذي بيده ملكوت كل شيء كلا بما يناسب لأن العظمة والازدياد والبركة تناس الأجسام والتنزه يناسب المجردات عن المادة وفي الآية إشارة إلى أن لملك إذا كانبيده فهو المالك وغيره المملوك فلا بد للمملوك من خدمة المالك.
خدمت اوكن مكرشاهان تراخدمت كنند
ا كرا وباش تاسلطان ترا كردد غلام
وفي الحديث القدسي يا دنيا اخدمي من خدمني قال في كشف الأسرار ملك انسانيت جداست
٧٣
وملك دلها جدا وملك جانها جدا زيار انسانيت ملك در دنيا راند إنما الحياة الدنيا لعب ولهو وزينة ودل ملك در آخرت راند يحبهم ويحبونه وجان ملك در عالم حقيقت راند وجوه يومئذٍ ناضرة إلى ربها ناظرة آن عزيز راه كوبد فرداكه علم كبرايي اوبقيامت برايدكه لمن الملك اليوم من ازكوشه دل خويش بدستورى اودرى بركشايم ودردى ازدردهاى او بيرون دهم تاكرد قيامت بر آيد وكويم لمن الملك اكر معترضي براه آيد كويم او كه ون ما ضعفا ومساكين دارد ميكويد لمن الملك ماون أو ملك جبارى داريم رانكوييم لمن الملك اكر اورا ون ما بندكانست مار ون او خدا اونداست.
جزء : ١٠ رقم الصفحة : ٧٢