وفي الحديث سورة من كتاب الله ما هي إلا ثلاثون آية شفعت لرجل فأخرجته يوم القيامة من النار وأدخلته الجنة وهي سورة تبارك قال في التيسير هي ثلاثون آية وثثمائة وثلاث وثلاثون كلمة، وألف وثلاثمائة واحد وعشرون حرفاً، وفي حديث آخر وددت أن تبارك الذي بيده الملك في قلب كل مؤمن، وكان عليه السلام لا ينام حتى يقرأ سورة الملك والم تنزيل السجدة وقال علي رضي الله عنه : من قرأها يجبيء يوم القيامة على أجنحة الملائكة وله وجد في الحسن كوجه يوسف عليه السلام، وعن ابن عباس رضي الله عنهما ضرب بعض الصحابة خباءه على قبر وهو لا يشعر أنه قبر فإذا فيه إسان يقرأ سورة الملك فأتى النبي عليه السلام، فقال : يا رسول الله ضربت خبائي على قبر وأنا لا أعلم إنه قبر فإذا إنسان يقرأ سورة الملك فقال عليه السلام : هي المانعة أي من عذاب الله تعالى هي المنجية تنجيه من عذابا لقبر وكانوا يسمونها على عهد رسول الله عليه السلام، المنجية وكانت تسمى في التوراة المانعة وفي الإنجيل الواقية قال ابن مسعود رضي الله عنه يؤتى الرجل في قبره من قبل رأسه فيقال ليس لكم عليه سبيل إنه كان يقرأ على رأسه سورة الملك فيؤتى من قبل رجليه فيقال ليس لكم عليه سبيل إنه كان يقوم فيقرأ سورة الملك فيؤتى من قبل جوفه فيقال ليس لم عليه سبيل إنه وعى سورة الملك أي حفظها وأو دعها في جوفه وبطنه من قرأها في ليلة أو يوم فقد أكثر وأطاب.
جزء : ١٠ رقم الصفحة : ٧٢
يقول الفقير : سورة الملك عند أهل الحقائق هي سورة المام الذي يلي يسار القطب وينظر إلى عالم الشهادة وإليه الإشارت بقوله : ملك الناس فسر هذه السورة في أولها كما أن سر يس في آخرها وهو قوله تعالى :﴿فَسُبْحَانَ الَّذِى﴾.
الخ.
ولذا تقرأ عند المحتضر لأن
٩٨
وقت الموت قبض الملكوت الذي هو الروح وهو بيده تعالى بقي الكلام في قراءة الموتى في قبورهم وهل يصلون وهل يتعلمون العلم بعد الموت فدل حديث ابن عباس رضي الله عنهما على القراءة وكذا ما أخرج السيوطي رحمه الله عن عكرمة رضي الله عنه إنه قال يعطي المؤمن مصحفاً يقرأ في القبر وأخرج عن سعيد بن جبير رحمه الله إنه رأى بعينه ثابتاً البناني رحمه الله، يصلي في قبره حين سقطت لنبنة من قبره وكانوا يستمعون القرآن كثيراً من قبره وأخرج عنه الحسن البصري قدس سره إنه قال بلغني إن المؤمن إذا مات ولم يحفظ القرآن أمر حفظته أن يعلموه القرآن في قبره حتى يبعثه الله يوم القيامة مع أهله وذكر اليافعي رحمه الله إن مالك بن دينار ماتت له قبل توبته بنت لها سنتان فآها في المنام وهي تقول له يا أبت ألم يأن للذين آمنوا إن تخشع قلوبهم لذكر الله فبكى وقال يا بنية وأنتم تعرفون القرآن فقالت يا أبت نحن أعرف به منكم فكان ذلك سبب توبته ونقل الا م الشعراني فيك تاب الجواهر له عن بعض أهل الله إنه قال من أهل البرزخ من يخلق الله تعالى من همتهم من يعمل في قبورهم بغالب أعمالهم في الدنيا ويكتب الله لعبده ثواب ذلك العمل إلى آخر البزرح كما وقع لثابت البناني رحمه الله، فإنهم وجدوا في قبره شخصاً على صورته يصلي فظنوا إنه هو وإنما هو مخلوق من همته وكذلك المثالات المتخليلة في صور أهل البزارخ لأهل الدنيا في النوم واليظة فإذا رأى مثال أحدهم فهو أما ملك خلقه الله تعالى من همة ذلك الولي وإما مثال أقامه الله تعالى على صورة لتنفيذ ما شاء الله تعالى من حوائج الناس وغيرا فأرواح إلا ولياً في البرزخ مالها خروج منه أبداً وإما أرواح الأنبياء عليهم السلام، فإنها مشرفة على وجود النداي والآخرة انتهى.
وقال السيوطي رحمه الله : نقلاً عن بعض المحققين أن رسول الله عليه السلام رأى ليلة المعراج موسى عليه السلام، قائماً يصلي في قبره ورآه في السماء السادسة فالروح كانت هناك في مثال الدن ولها اتصال بالبدن بحيث يصلي في قبره ويرد على المسلم عليه وهو في الرفيق الأعلى ولاتنا في بين الأمرين فإن شأن الأرواح غير شأن الأبدان، وقد مثل بعضهم بالشمس في السماء وشعاعها في الأرض، كالروح المحمدي يرد على من يصلي عليه عند قبره دائماً مع القطع بأن روحه في أعلى عليين وهو لا ينفك عن قبره كما ورد عنه قال الامام الغزالي رحمه الله تعالى والرسول عليه السلام، له الخيار في طواف العوالم مع أرواح الصحابة رضي الله عنهم لقدر آه كثير من الأولياء وقال صدر الدين القنوي قدس سره : فمن ثبتت المناسبة بينه وبين الأرواح الكمل من الأنبياء والأولياء الماضيين اجتمع بهم متى شاء وتوجه توجهاً وجدانياً يقظة ومناماً انتهى.
٩٩
جزء : ١٠ رقم الصفحة : ٧٢
تفسير سورة القلم
مكية وآيها ثنتان وخمسون بالاتفاق
جزء : ١٠ رقم الصفحة : ٩٩
جزء : ١٠ رقم الصفحة : ١٠٠


الصفحة التالية
Icon