يقول الفقير : هذا وارد على أهل الإرادة وإما أهل الفناء عن الإرادة وهم أل النهاية الأكملون فلا غرض لهم أصلاً ورهم عجيب لا يعرفه إلا أمثالهم أو من عرفه الله بشأنهم ﴿وَمَآ﴾ شرطية ﴿تُقَدِّمُوا لانفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ﴾ أي خير كان مما ذكر وما لم يذكر ﴿تَجِدُوهُ﴾ جواب الشرط ولذا جزم ﴿عِندَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا﴾ من الذي تؤخرونه إلى الوصية عند الموت وفي كشف الأسرار تجدوا ثوابه خيراً لكم من متاع الدنيا وأعظم أجراً لأن الله يعطي المؤمن أجره بغير حساب قوله خيراً ثاني مفعولي تجدوا وهو تأكيد للمفعول الأول لتجدوه وفصل بينه وبين المفعول الثاني وإن لم يقع بين معرفتين فإن أفعل في حكم المعرفة ولذلك يمتنع من حرف التعريف وقوله وأعظم عطف على خيراً وأجراً تمييز عن سنبة الفاعل والأجر ما يعود من ثواب العمل دنيوياً كان أو أخروياً وقال بعضهم المشهور إن وجد إذا كان بمعنى صادف يتعدى إلى مفعول واحد وهو ههنا بمعناه لا بمعنى علم فلا بعد إن يكون خيراً حالاً من الضمير وفي الحديث اعلموا إن كل امرىء على ما قدم قادم وعلى ما خلف نادم وعنه عليه اسلام إن العبد إذا مات قال الإنسان ما خلف وقالت الملائكة ما قدم ومر عمر رضي الله عنه ببقيع الغرقداى مقبرة المذدينة لأنها كانت منبت الغرقد وهو بالغين المعجمة شجر فقال السلام عليكم أهل القبور بار ما عندنا إن نساءكم قد تزوجن ودوركم قد سكنت وأموالكم قد قسمت فأجابه هاتف يا ابن الخطاب أخبار ما عندنا إن ما قدمناه وجدناه وما أنفقناه فقد ربحناه وما خلفنا فقد خسرنا
٢٢٢
قدم لنفسك قبل موتك صالحاً
واعمل فليس إلى الخلود سبيل
(وروى) عن عمر رضي الله عنه إنه اتخذ حيسا يعني تمرا بلبن فجاءه مسكين فأخذه ودفعه إليه فقال بعضهم ما يدري هذا المسكين ما هذا فقال عمر لكن رب المسكين يدري ما هو فكأنه قال وما تقدموا الخ.
تونيكى كن بآب اندازاى شاه
اكر ما هي نداند داند الله
﴿وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ﴾ أي سلوا الله المغفرة لذنوبكم في جميع أوقاتكم وكافة أحوالكم فإن الإنسان قلما يخلوه عن تفريط وكان السلف الصالح يصلون إلى طلوع الفجر ثم يجلسون للاستغفار إلى صلاة الصبح واستحب الاستغفار على الأسماء من القرآن مثل أن يقول استغفر الله إنه كان تواباً استغفر الله إن الله غفور رحيم استغفر الله إنه كان غفاراً رب اغفر وارحم وأنت خير الراحمين واغفر لنا وأرحمنا وأنت خير الغافرين ﴿أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ﴾ يغفر ما دون أن يشرك به ﴿رَّحِيمٌ﴾ يبدل السيئات حسنات وفي عين المعاني غفور يستر على أهل الجهل والتقصير رحيم يخفف عن أهل الجهل والتوفير ومن عرف إنه الغفور الذي لا يعاظمه ذنب يعفره أكثر من الاستغفار وه وطلب المغفرة ثم إن كان مع الانكسار فهو صحيح وإن كان مع التوبة فهو كامل وإن كان عرياً عنهما فهو باطل ومن كتب سيد الاستغفار وجرعه لمن صعب عليه الموت انطلق لسانه وسهل عليه الموت وقد جرب مراراً وسيد الاستغفار قوله اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت أعوذ بك من شر ما صنعت أبوء لك بنعمتك على وأبوء بذنبي فاغفر لي إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت.
جزء : ١٠ رقم الصفحة : ٢٠٣
تفسير سورة المدثر
مكية وآيها ست وثلاثون
جزء : ١٠ رقم الصفحة : ٢٢٢
يا اأَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ} بتشديدين أصله المتدثر وهو لابس الدثار وهو ما يلبس فوق الشعاب الذي يلي الجسد ومنه قولع عليه السلام الأنصار شعار والناس دثار وفيه إشارة إلى أن الولاية كالشعار من حيث تعلقها بالباطن والنبوة كالدثار من حيث تعلقها بالظاهر ولذلك خوطب عليه السلام في مقام الإنذار بالمدثر.
جزء : ١٠ رقم الصفحة : ٢٢٣
روى) : عن جابر رضي الله عنه عن النبي عليه السلام إنه قال كنتب عى جبل حراء فنوديت يا محمد إنك رسول الله فنظرت عن يميني وعن يساري ولم أر شيئاً فنظرت فوقى فإذا به قاعد عى عرش بين السماء والأرض يعني الملك الذي ناداه فرعبت ورجعت إلى خديجة رضي الله عنها فقلت دثروني دثروني وصبوا على ماء بارداً فنزل جبريل وقال يا اأَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ} يعني إنه إنما تدثر بناءً على اقشعرار جلده وارتعاد فرائصه رعبا من الملك النازل من يحث إنه رأى ما لم يره قبل
٢٢٣


الصفحة التالية
Icon