(روى) أن النبي عليه السلام كان إذا قرأها قال سبحانك اللهم بلى تنزيهاً له تعالى عن عدم القدرة على الإحياء وإثبتاً لوقوعها عليه وفي رواية بلى والله بلى والله وقال ابن عباس رضي الله عنهما من قرأ سبح اسم ربك الأعلى إما ما كان أو غيره فليقل سبحان ربي الأعلى ومن قرأ لا أقسم بيوم القيامة فإذا انتهى إلى آخرها فليقل سبحانك اللهم يلي إماماً كان أو غيره وفي الحديث :"من قرأ منكم والتين والزيتون فانتهى إلى آخرها أليس بالله بأحكم الحاكمين فليقل بلى وأنا على ذلك من الشاهدين ومن قرأ لا أقسم بيوم القيامة فانتهى إلى أليس ذلك بقادر على أن يحيى الموتى فليقل سبحانك بلى ومن قرأ والمرسلات عرفاً فبلغ فبأي حديث بعده يؤمنون فليقل آمناً بالله".
وفي الآية إشارة إلى أن الله يحيى موتى أهل الدنيا بالإعراض عنها والإقابل على الآخرة والمولى أيضاً يحيى موتى النفوس بسطوع أنوار القلوب عليها وأيضاً يحيى موتى القلوب تحت ظلمة لنفوس الكافرة الظلمة بنور الروح والسر والخفى ومن أسند العجز إلى الله فقد كفر بالله نسألتعالى العصمة وحسن الخاتمة.
جزء : ١٠ رقم الصفحة : ٢٤٣
تفسير سورة الإنسان
إحدى وثلاثون آية مكية
جزء : ١٠ رقم الصفحة : ٢٥٧
﴿هَلْ أَتَى﴾ استفهام تقرير وتقريب فإن هل بمعنى قد والأصل أهل أتى أي قد أتى وبالفارسية آيا آمد يعني بدرستى كه آمد.
جزء : ١٠ رقم الصفحة : ٢٥٨
تركوا الألف قبل هل لأنها لا تقع إلا في الاستفهام وإنما لزوم أداة الاستفهام ملفوظة أو مقدرة إذا كان بمعنى قد ليستفاد التقرير من همزة الاستفهام والتقريب من قد فإنها موضوعة لتقريب الماضي إلى الحال والدليل على أن الاستفهام غير مراد
٢٥٨
إن الاستفهام على الله محال فلا بد من حمله على الخبر تقول هل وعظتك ومقصودك أن تحمله على الإقرار بأنك قد وعظته وقد يجيء بمعنى الجحد تقول وهل يقدر أحد على مثل هذا فتحمله على أن يقول لا يقدر أحد غيرك ﴿عَلَى الانسَانِ﴾ قبل زمان قريب والمراد جنس الإنسان لقوله من نطفة لأن آدم لم يخلق منها ثم المراد بالجنس بنوا آدم أو ما يعمه وبنيه على التغليب أو نسبه حال البعض إلى الكل للملابسة على المجاز ﴿حِينٌ مِّنَ الدَّهْرِ﴾ الحين زمان مطلق ووقت مبهم يلح لجميع الأزمان طال أو قصر وفي المفردات الحين وقت بلوغ الشي وحصوله وهو مبهم ويتخصص بالمضاف إليه نحو ولات حين مناص ومن قال حين على أوجه للأجل والمنية وللساعة وللزمان المطلق إنما فسر ذلك بحسب ما وجده قد علق به والدهر الزمان الطويل والمعنى طائفة محدودة كائنة من الزمن الممتد وهي مدة لبثه في بطن أمه تسعة أشهر أن صار شيئاً مذكوراً على ما ذهب إليه ابن عباس رضي الله عنهما ﴿لَمْ يَكُنِ﴾ فيه فالجملة صفة أخرى لحين بحذف الضمير ﴿شَيْاًا مَّذْكُورًا﴾ بل كان شيئاً منسياً غير مذكور بالإنسانية أصلاً نطفة في الأصلاب فما بين كونه نطفة وكونه شيئاً مذكوراً بالإنسانية مقدار محدود من الزمان وتقدم عالم الأرواح لا يوجب كونه شئاً مذكوراً عند الخلق ما لم يتعلق بالبدن ولم يخرج إلى عالم الأجسام.
(روى) أن الصديق أو عمر رضي الله عهما كما في عين المعاني لما سمع رجلاً يقرأ هذه الآية بكى وقال ليتها تمت فلا شيء أراد ليت تلك تمت وهي كونه شيئاً غير مذكور ولم يخلق ولم يكلف ومعنى الاستفهام التقريري في الآية أن يحمل من ينكر البعث على الإقرار بأنه نعم أتى عليه في زمان قريب من زمان الحال حين من الدهر لم يكن فيه شيئاً مذكوراً فيقال له من أحدثه بعد أن لم يكن كيف يمتنع عليه بعثه وإحياؤه بعد موته وقال القاشاني أي كان شيئاً في علم الله بل في نفس الأمر لقدم روحه ولكنه لم يذكر فيما بين الناس لكونه في عالم الغيب وعدم شعو من في عالم الشهادة به.
جزء : ١٠ رقم الصفحة : ٢٥٨