وفي التأويلات النجمية : بل المتلو المقروء على الكفار والمنافقين قرآن عظيم مجيد شريف مثبوت في لوح القلب المحمدي وفي ألواح قلوب ورثته الألوياء العارفين المحبين العاشقين محفوظ من تحريف أيدي النفس الكافرة والهوى الماكر وسائر القوى البشرية السارية في أقطار الوجود الإنساني وقد قال تعالى :﴿وَإِنَّا لَه لَحَافِظُونَ﴾ أي في صدور الحفاظ وقلوب المؤمنين.
جزء : ١٠ رقم الصفحة : ٣٨٣
خوى بد در طبيعتي كه نشست
نرهد جز بوقت مرك ازدست
وفيه إشارة إلى تكذيب المكرين لأهل الحق ووقوفهم مع حالهم واحتجابهم عن حال من فوقهم والله من ورائهم} من خلفهم ﴿مُّحِيطُ﴾ بهم بالقدرة وهو تمثيل العدم نجاتهم من بأس الله بعدم فوت المحاط المحيط إذا سد عليه مسلكه بحيثلا يجد هرباً منه.
وفي التأويلات النجمية : محيط والمحيط لا يفوته المحاط ولا يفوت المحيط شيء لإحاطة الله سبحانه عند العارفين بالكافري بل الموجودات كلها عبارة عن تجليه بصور الموجودات فهو سبحانه بأحدية جميع أمائه سار في الموجودات كلها ذاتاً وحياة علماً وقدرة إلى غير ذلك من الصفت والمراد بإحاطته تعالى هذه السراية ولا يعزب عنه ذرة في السموات والأرض وكل ما يعزب عنه يلتحق بالعدم وقالوا هذه الإحاطة ليست كإحاطة الظرف بالمظروف ولا كإحاطة الكل بأجزائه ولا كإحاطة الكلي بجزئياته بلى كإحاطة الملزوم بلازمه فإن التعينات اللاقة لذاته المطلقة إنما هي لوازم له بواسطة أو بغير واسطة وبشرط أو بغير شرط ولا تقدح كثرة اللوازم في وحدة الملزوم ولا تنافيها والله أعلم بالحقائق ﴿بَلْ هُوَ قُرْءَانٌ مَّجِيدٌ﴾ أي ليس الأمر كما قالوا بل هذا الذي كذبوا به قرآن شريف عالي الطبقة فيما بين الكتب الإلهية في النظم والمعنى متضمن للمكارم الدنيوية والأخروية ﴿فِى لَوْحٍ مَّحْفُوظ﴾ أي من التحريف ووصول الشياطين إليه واللوح كل صحيفة عريضة خشباً أو عظماً كما في "القاموس" قال الراغب : اللوح واحد ألواح السفينة وما يكتب فيه من الخشب ونحوه والمراد به هنا ما قال ابن عباس رضي الله عنهما إن الله خلق لوحاً محفوظاً من درة بيضاء دفتاه ياقوتة حمراء طوله ما بين السماء والأرض وعرضه ما بين المشرق والمغرب ينظر الله فيه كل يوم ثلاثمائة وستين مرة يحيي ويميت ويعز
٣٩٥
ويذل ويفعل ما يشاء وفي صدر اللوح لا إله إلا الله وحده ودينه الإسلام ومحمد عبده ورسوله فمن آمن به وصدق وعده واتبع رسله أخله الجنة.
وفي التأويلات النجمية : بل المتلو المقروء على الكفار والمنافقين قرآن عظيم مجيد شريف مثبوت في لوح القلب المحمدي وفي ألواح قلوب ورثته الألوياء العارفين المحبين العاشقين محفوظ من تحريف أيدي النفس الكافرة والهوى الماكر وسائر القوى البشرية السارية في أقطار الوجود الإنساني وقد قال تعالى :﴿وَإِنَّا لَه لَحَافِظُونَ﴾ أي في صدور الحفاظ وقلوب المؤمنين.
جزء : ١٠ رقم الصفحة : ٣٨٣
تفسير سورة الطارق
سبع عشرة أو ست عشرة آية مكية
جزء : ١٠ رقم الصفحة : ٣٩٥
والسماء والطارق} الطارق في الأصل اسم فاعل من طرق طرقاً وطروقاً إذا جاء ليلاً.
قال الماوردي : وأصل الطرق الدق ومنه سميت المطرقة لأنه يطرق بها الحديد وسمى الطريق طريقاً لأنه يضرب بالرجل وسمى قاصد الليل طارقاً لاحتياجه إلى طرق الباب غالباً حيث إن الأبواب مغلقة في الليل ثم اتسع في كل ما ظهر الليل كائناً ما كان ثم تسع في التوسع حتى أطلق على الصور اخيالية البادية بالليل والمراد هنا الكوكب البادي بالليل.
قال الراغب : عبر عن النجم بالطارق لاختصاص ظهوره بالليل قالت هند بنت عتبة يوم أحد.
نحن بنات طارق.
نمشي على النمارق أي أبونا كالنجم شرفاً وعلواً وقال الشاعر :
يا راقد الليل مسروراً بأوله
إن الحوادث قد يطرقن أسحاراً
لا تفرحن بليل طاب أوله
فرب آخر ليل أجج النار
قال سهل رحمه الله وما طرق على قلب محمد من زوائد البيان والانعام.
وفي التأويلات النجمية : يشير إلى سماء القلب وطروق كواكب الواردات القلبية والإلهامات الغيبية العظيمة الشأن القوية البرهان ولفخامة أمره وشهامة قدره عقبه بقوله ﴿وَمَآ أَدْرَااكَ مَا الطَّارِقُ﴾ أي أي شيء لمك بالطالق فإنه لا يناله إدراك الخلق إلا بالتلقي من الخلاق العليم كأنه قيل ما هو فقيل هو ﴿النَّجْمُ الثَّاقِبُ﴾ النجم الكوكب الطالع والثقب بالفارسية سوراخ كردن والثقوب والثقابة افروخته شدن آتش.
يقال ثقبة ثقباً جعل فيه منفذاً ومسلكاً ونفذ فيه وثقبت النار تثقب ثقوباً اتقدت واشتعلت وثقب النجم إضاء وشهاب ثاقب أي مضيء وعبر عن الطارق أولاً بوصف عام ثم فسره بما يخصه تفخيماً لشأنه والمعنى النم المضيء في الغاية يعني ستاره رخشنده وفروزان ون شعله آتش.
جزء : ١٠ رقم الصفحة : ٣٩٦
لأنه يثقب بنوره وإضاءته ما يقع عليه من الظلام أو الأفلاك وينفذ فيها والمراد الجنس وهو قول


الصفحة التالية
Icon