وقال القاشاني : يا أيتها النفس المطمئنة التي نزلت عليها السكينة وتنورت بنور اليقين فاطمأنت إلى الله من الاضطراب ارجعي إلى ربك في حال الرضى أي إذا تم لك كمال الصفات فلا تسكني إليه وارجعي إلى الذات في حال الرضى الذي هو كمال مقام الصفات والرضى عن الله لا يكون إلا بعد رضى الله عنها كما قال رضي الله عنهم ورضوا عنه فادخلي في زمرة عبادي المخصوصين بي من أهل التوحيد الذاتي وادخلي جنتي المخصوصة بي أي جنة الذات.
وفي التأويلات النجمية : ارجعي إلى ربك بالفناء فيه بعد قطع المنازل والمقامات راضية من نتائج السلوك إلى الله والسير في الله مرضية عند الله بالبأسي خلعة البقاء عليها فادخلي في عبادي الباقين في وبصفاتي وادخلي جنة ذتي لفنائك عن ذاتك وأنانيتك.
جزء : ١٠ رقم الصفحة : ٤٢٠
تفسير سورة البلد
عشرون آية مكية أو مدنية إلا أربع آيات من أولها
جزء : ١٠ رقم الصفحة : ٤٣٢
لا أقسم بهذا البلد} أي اقسم بالبلد الحرام الذي هو مكة فكلمة لا صلة دل عليه إن الله اقسم بالبلد الأمين في سورة التين وبالفارسية سوكند ميخورم.
بمكة وفي "كشف الأسرار" لا لتأكيد القسم كقول العرب لا والله ما فعلت كذا لا والله لأفعلن كذا والبلد المكان والمحدود المتأثر باجتماع قطانه وإقامتهم فيه وجمعه بلاد وبلدان ثم إن الله تعالى اقسم بمكة لفضلها فإنه جعلها حرماً آمناً ومسقط رأس النبي عليه السلام وحرم أبيه إبراهيم ومنشأ أبيه إسماعيل عليهما السلام، وجعل البيت قبلة لأهل الشرق والغرب وحج البيت كفارة لذنوب العمر وجعل البيت المعمور في السماء بإزائه ﴿وَأَنتَ حِلُّا بِهَاذَا الْبَلَدِ﴾ حال من المقسم به وأنت خطاب للنبي عليه السلام.
كفته اند در قرآن هار هزار نام وى برد وذكروى كرد بعضي بتعريض وبعضي بتصريح.
والحل بمعنى الحال من الحلول وهو النزول أي والحال إنك لا يا محمد حال في مكة نازل بها قيد أقسامه تعالى بمكة بحلوله عليه السلام فيها إظهاراً لمزيد فضلها فإنها بعد إن كانت شريفة بنفسها زاد شرفها بحلول النبي العظيم الشريف فيها فما لا شرف فيه يحصل له شرف بشرف المكين وما فيه شرف ذاتي يحصل له بشرف شرف زائد فمحل قدمي النبي عليه السلام كمكة والمدينة وغيرهما ينبغي أن يحافظ على حرمته وقد سمى عليه السلام المدينة طابة لأنها طابت به وبمكانه وفيه تعريض لأهل مكة بأنهم لجهلهم يرون أن يخرجوا منها من به مزيد شرفها ويؤذوه.
٤٣٣
أي كعبه را زيمن قدوم توصد شرف
جزء : ١٠ رقم الصفحة : ٤٣٣
وى مرده را زمقدم اك توصد صفا
بطحا زنور طلعت تو يافته فروغ
يثرب زخاك تو با رونق و نوا
وفيه إشارة إلى بلد مكة الوجود الإنساني وإلى رسول القلب المستكن في الجانب الأيسر منه ﴿وَوَالِدٍ﴾ وزاينده عظف على هذا البلد والمراد به إبراهيم عليه السلام والتنكير للتفخيم ﴿وَمَا وَلَدَ﴾ وآنه زاده است.