تفسير سورة ألم نشرح
جزء : ١٠ رقم الصفحة : ٤٦٠
﴿أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ﴾ قال الراغب : الشرح بسط اللحم ونحوه يقال شرحت اللحم وشرحته ومنه شرح الصدر بنور إلهي وسكينة من جهة الله وروح منه وشرح المشكل من الكلام بسطه وإظهار ما يخفى من معانيه انتهى.
وفي الحديث إذا دخل النور في القلب انشرح أي عاين القلب وانفسح أي احتمل البلاء وحفظ سر الربوبية كما قال موسى عليه السلام، رب اشرح لي صدري أي وسع قلبي حتى لا يضيق بسفاهة المعاندين ولجاجهم بل يحتمل إذا هم وزيادة لك للإيذان بأن الشرح من منافعه ومصالحه عليه السلام وإنكار النفي إثبات أي عدم شرحنا لك صدرك منفى بل قد شرحنا لك صدرك وفسحناه حتى حوى عالم الغيب والشهادة بين ملكتي الاستفادة والإفادة فما صدك الملابسة بالعلائق الجسمانية عن اقتباس أنوار الملكات الروحانية وما عاقك التعلق بمصالح الخلق عن الاستغراق
٤٦١
في شؤون الحق أي لم تحتجب لا بالحق عن الخلق ولا بالخلق عن الحق بل كنت جامعاً بين الجمع والفرق حاضراً غائباً.
وفي التأويلات النجمية : يشير إلى انفساح صدر قلبه بنور النبوة وحمل همومها بواسطة دعوة الثقلين وانشراح صدر سره بضياء الرسالة واحتمال مكاره الكفار وأهل النفاق وانبساط صدر نوره باشعة الولاية وتحققه بالعلوم اللدنية والحكم الإلهية والمعارف الربانية والحقائق الرحمانية وأما شرح الصدر الصوري فقد وقع مراراً مرة وهو ابن خمس أو ست لإخراج مغمز الشيطان وهو الدم الأسود الذي به يميل القلب إلى المعاصي ويعرض عن الطاعات ومرة عند ابتداء الوحي ومرة ليلة المعراج در حديث آمده كه شب معراج جبريل مرا تكيه داد واز بالاي سينه تانافمن بشكافت وميكائيل طشتى از آب زمزم آورده بشكافت وبشست ودر آخر طشتى از طلا مملو از حكمت وايمان آوردند ودل مرا ازان ر ساختند وبرجاي او نهادند ونقلى هست كه بخاتمي ازنور مهر كرد نانه اثر راحت ولذت آن هنوز در عروق ومفاصل خودمى يابم.
لم خزانة أسرار بود ودست قضا.
درش به بست وكليدش بدلستاني داد.
ومن هنا قال المشايخ لا بد للطالب في ابتداء أمره أن يشتغل بذكر لا إله إلا الله بحيث يبدأ من الجانب الأيمن للصدر ويضرب بالأعلى الجانب الأيسر منه لينتقض به العلقة التي هي حظ الشيطان ومنبع الشهوات النفسانية مقداراً بعد مقدار ويمتلىء النور مقام ما ينتقض منها وربما قاء دما أسود رقيقاً لانحلاله بحرارة التوحيد وذو بأنه بنار الذكر وهو من صفت الكمل فبداوم الذكر ينشرح الصدر وينفتح القلب ﴿وَوَضَعْنَا عَنكَ وِزْرَكَ﴾ أي حططنا وأسقطنا عنك حملك الثقيل وعنك متعلق بوضعنا وتقديمه على المفعول الصريح للقصد إلى تعجيل المسرة والتشويق إلى المؤخر ﴿الَّذِى أَنقَضَ ظَهْرَكَ﴾ أي حمله على النقيض وهو صوت الانتقاض والانفكاك كما يسمع من الرحل المتداعى إلى الانتقاض من ثقل الحمل وبالفارسية آن باري كه كران ساخت شت تراكما قال في تاج المصادر الانقاض كران كردن.
جزء : ١٠ رقم الصفحة : ٤٦١
وفي "المفردات" كسره حتى صار له نقيض وفي "القاموس" أثقله حتى جعله تقضا أي مهزولاً أو أثقله حتى سمع نقيضه وفي بعض التفاسير ثقل عليك ثقلاً شديداً فإن انقاض الحمل الظهر إنما يكون بمعنى تصويت الرحل الذي عليه وهو يكون بثقل الحمل وتأثيره المفضي إلى انحراف بعض أجزاء الرحل عن محالها وحصول الصوت بذلك فيه انتهى.
مثل به حاله عليه السلام، مما كان يثقل عليه ويغمه من فرطاته قبل النبوة أو من عدم إحاطته بتفاصيل الأحكام والشرائع ومن تهالكه على إسلام المعاندين من قومه وتلهفه ووضعه عند مغفرته كما قال ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر وتعليم الشرائع وتمهيد عذره بعد أن بلغ وبالغ وقد يجعل قوله ووضعنا عنك وزرك كناية عن عصمته من الذنوب وتطهيره من الأدناس فيكون كقوله القائل رفعنا عنك مشقة الزيارة لمن لم يصدر عنه زيارة قط على سبيل المبالغة في انتفاء الزيارة منه له ﴿وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ﴾ بعنوان النبوة وأحكامها أي
٤٦٢
رفع حيث قرن اسمه باسم الله في كلمة الشهادة والأذان والإقامة وفيه يقول حسان ابن ثابت.
اغر عليه للنبوة خاتم
من الله مشهور يلوح ويشهد
وضم الإله اسم النبي إلى اسمه
إذا قال في الخمس المؤذن اشهد
وجعل طاعته طاعته تعالى وصلى عليه هو وملائكته وأمر المؤمنين بالصلاة عليه وسمى رسول الله ونبي الله وغير ذلك من الألقاب المشرفة.
وذو النون المصري قدس سره فرمود رفعت ذكر اشارت بآنست كه همم انبيا عليهم اسلام بر حوالىء عرش جولان مي نمودند وطاهر همت آن حضرت عليه السلام رواز ميكرد.
سميرغ فهم هيكس از نبيا نرفت
آنجاكه تو ببال كرامت ريده
هريك بقدر خويش بجايى رسيده اند
انجاكه جاي نيست بجاي رسيده