سورة آل عمران
ذكر أهل التفسير أنها مدنية و أن صدرا من اولها نزل في وفد نجران قدموا النبي صلى الله عليه و سلم في ستين راكبا فيهم العاقب والسيد فخاصموه في عيسى فقالوا إن لم يكن ولد الله فمن أبوه فنزلت فيهم صدر آل عمران إلى بضع وثمانين آية منها

بسم الله الرحمن الرحيم

آلم الله لا إله إلا هو الحي القيوم نزل عليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه و أنزل التوراة والانجيل من قبل هدى للناس وأنزل الفقران
قوله تعالى نزل عليك الكتاب يعني القرآن بالحق يعني العدل مصدقا لما بين يديه من الكتب وقيل إنما قال في القرآن نزل بالتشديد وفي التوراة والانجيل أنزل لأن كل واحد منهما أنزل في مرة واحدة و أنزل القرآن في مرات كثيرة فأما التوراة فذكر ابن قتيبة عن الفراء أنه يجلعها من وري الزند يرى إذا خرجت ناره وأوريته يريد أنها ضياء قال ابن قتيبة وفيه لغة اخرى ورى يري ويقال وريت بك زنادي والانجيل من نجلت الشيء إذا أخرجته وولد الرجل نجله كأنه هو استخرجه يقال قبح الله ناجليه أي والديه وقيل للماء يقطر من البئر نجل يقال قد استنجل الوادي إذا ظهر نزوزه وإنجيل إفعيل من ذلك كأن الله أظهر به عافيا من الحق دارسا قال شيخنا أبو منصور اللغوي والانجيل أعجمي معرب قاله وقال بعضهم إن كان عربيا فاشتقاقه من النجل وهو ظهور الماء على وجه الارض واتساعه ونجلت الشيء إذا استخرجته وأظهرته فالإنجيل مستخرج به علوم وحكم وقيل هو إفعيل من النجل وهو الأصل فالإنجيل أصل لعلوم وحكم وفي الفرقان


الصفحة التالية
Icon