صفحة رقم ١٨٣
سورة الفتح
مقصودها مدلول اسمها الذي يعم فتح مكة وما تقدمه من صلح الحديبية وفتح خيبر ونحوهما، وما وقع تصديق الخبر به من غلب الروم على أهل فارس وما تفرع من فتح مكة المشرفة من إسلام أهل جزيرة العرب وقتال أهل الردة وفتوح جميع البلاد الذي يجمعه كله إظهار الذين على الدين كله، وهذا كله في غاية الظهور بما نطق ابتداؤها ) ليظهر على الدين كله ( ) محمد رسول الله ( إلى قوله ) ليغيظ بهم الكفار ) أي بالفتح الأعظم وما دونه من الفتوحات ) وعد الله الذين آمنوا وعملوةا الصالحات منهم مغفرة ( كما كان في أولهاع للرسول ( ﷺ ) ) وأجرا عظيما ( كذلك بسائر الفتوحات وما حوت من اللغنائم للثواب الجزيل على ذلك في دار الجزاء ) بسم الله ( الملك الأعظم المحيط بكل شيء قدرة وعلما ) الرحمن ( الذي عم المكلفين بنعمة الوعد والوعيد ) الرحيم ( الذي اختص أهل حزبه لأقامة دينه الحق فأظهرهم على سائر العبيد
الفتح :( ١ - ٤ ) إنا فتحنا لك.....
) إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحاً مُّبِيناً لِّيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِن ذَنبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِرَاطاً مُّسْتَقِيماً وَيَنصُرَكَ اللَّهُ نَصْراً عَزِيزاً هُوَ الَّذِي أَنزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُواْ إِيمَاناً مَّعَ إِيمَانِهِمْ وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيماً حَكِيماً ( ( )
لما كانت تلك سورة الجهاد وكانت هذه سورة محمد بشارة للمجاهدين من أهل هذا الدين بالفوز والنصر والظفر على كل من كفر، وهذا كما سيأتي من إيلاء سورة النصر لسورة الكافرون، فأخبرت القتال عن الكافرين بإبطال الأعمال والتدمير وإهلاكهم بالتقال، وإفساد جميع الأحوال، وعن الذين آمنوا بما نزل على محمد ( ﷺ ) بالهداية وإصلاح البال، وختمها بالتحريض على مجاهدتهم بعد أن ضمن لمن نصره منهم النصر وتثبيت الأقدام، وهدد من أعرض باستبدال غيره به، وإن ذلك البدل لا يتولى عن العدو


الصفحة التالية
Icon