التربية القرآنية
وأثرها على الفرد والمجتمع
إعداد
د. محب الدين بن عبد السبحان واعظ
الأستاذ المشارك بقسم الكتاب والسنة
كلية الدعوة وأصول الدين
جامعة أم القرى
مكة المكرمة
١٤٢٧هـ
بسم الله الرحمن الرحيم
المقدمةالحمد لله رب العالمين هدى البشر إلى الصراط المستقيم، والصلاة والسلام على رسوله المجتبى الذي تربّى على تعاليم القرآن الكريم، وتخلّق بما جاء فيه حتى وصفه ربه فقال ( وإنك لعلى خلق عظيم (١) ) ورضي الله عن آله وصحابته ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد: فالقرآن الكريم كتاب الهداية الكبرى للعباد، يهدي كافة الناس إلى الرشاد، قال الله تعالى (إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم (٢) وقال في حق نبيه - ﷺ – (وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم (٣)
فالقرآن الكريم هو الآمر الناهي الواعظ الزاجر، وهو نور يكشف ظلمات الجهل، فما أعظم هذا القرآن، وما أروع تعاليمه، وما أبلغ هديه وتوجيهاته؛ وصف للمسلمين الدواء وأن فيه الشفاء، وحدّ لهم حدودا لا يتعدونها، بالأوامر والنواهي، وبالترغيب والترهيب، والتمثيل، والقصص، وإبراز وقائع الآخرة، وعرض الآيات الكونية، وأوضح لهم طرق تحقيق الهدف عبادة ومعاملة، والنبي الكريم -صلى الله عليه وسلم – كل تعامله تخلّق بالقرآن الكريم حتى صار امتثال القرآن - أمرا ونهيا – سجية له وخُلقا تطبّعه، فما أمره القرآن فعله، وما نهاه عنه تركه، هذا مع ما جبله الله عليه من الخلق العظيم؛ من الحياء والكرم والشجاعة والصفح والحلم وكل خلق جميل.
(١) سورة ن الآية رقم ( ٤ )
(٢) سورة الإسراء الآية رقم ( ٩ )
(٣) سورة الشورى آية رقم (٥٢).
(٢) سورة الإسراء الآية رقم ( ٩ )
(٣) سورة الشورى آية رقم (٥٢).