الحوار في القرآن الكريم
آدابه وفضائله
إعداد
الأستاذ/ خليل إبراهيم فرج

مقدمة

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه بإحسان إلى يوم الدين..
وبعد:
إن من الأعمال القيمة التي يقوم بها المسلم، ويعتني بها أيما اعتناء هو إسهامه بنشر العلوم الإسلامية المختلفة، وتوضيحها للمسلمين وتسهيلها عليهم، وقيامه بنشرها بأسلوب سلس سهل، حتى يتمكن المسلمون من الاستفادة من تلك الثروة الهائلة من العلوم الإسلامية التي تركها لنا علماء المسلمين في شتى ميادين الشريعة الإسلامية من تفسير وفقه وأصول فقه وعلوم الحديث.. إلخ، نتيجة لما بذلوه من جهود جبارة في سبيل تدوين تلك العلوم الإسلامية وتقعيد قواعدها وتسهيلها للمسلمين للاستفادة منها.
ومن الواجب أن يتعمق المسلمون في هذا التراث العلمي الهائل، وأن يقوموا بنشره بما يحقق الفائدة الكبرى للمسلمين، وبما يوجد حلولاً عدة لمشاكلهم الكثيرة.
جاء في كتاب الرسالة: "فليست تنزل بأحد من أهل دين الله نازلة إلاّ وفي كتاب الله الدليل على سبيل الهدى فيها"([١]).
ولعل من أجلِّ العلوم وأعظمها علم التفسير؛ وذلك الشرف ناله ذلك العلم لارتباطه بكتاب الله -عز وجل-، ذلك الكتاب العزيز الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، ذلك الكتاب الذي تقرر لدى المسلمين بما لا يدع مجالاً للشك بأنه عمدة الملة، وينبوع الحكمة، وآية الرسالة ونور الأبصار والبصائر، وأنه لا طريق إلى الله سواه ولا نجاة بغيره ولا تمسك بشيء يخالفه([٢]).
ذلك الكتاب الذي أفحم الفصحاء، وأعجز البلغاء أن يأتوا بمثله، ميسر للفهم فيه عن الله ما أمر به ونهى.
قال تعالى: }وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ﴿([٣]). وقال -عز وجل-: ﴾فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ لِتُبَشِّرَ بِهِ الْمُتَّقِينَ وَتُنْذِرَ بِهِ قَوْماً لُدّاً{([٤]).


الصفحة التالية
Icon