متن، ص : ٢٩٧
ومن حم عسق وهى السورة التي يذكر فيها «الشورى»
[سورة الشورى (٤٢) : آية ١٣]
شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ ما وَصَّى بِهِ نُوحاً وَالَّذِي أَوْحَيْنا إِلَيْكَ وَما وَصَّيْنا بِهِ إِبْراهِيمَ وَمُوسى وَعِيسى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ ما تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَنْ يَشاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ يُنِيبُ (١٣)
قوله تعالى : أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ [١٣] وهذه استعارة. والمراد بإقامة الدين إعلان شعاره، وإعلاء مناره، والدوام على اعتقاده، والثبات على العمل بواجباته.
وقد مضى الكلام على نظائر هذه الاستعارة فيما تقدم.
[سورة الشورى (٤٢) : آية ١٦]
وَالَّذِينَ يُحَاجُّونَ فِي اللَّهِ مِن ْ بَعْدِ ما اسْتُجِيبَ لَهُ حُجَّتُهُمْ داحِضَةٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ وَلَهُمْ عَذابٌ شَدِيدٌ (١٦)
وقوله سبحانه : حُجَّتُهُمْ داحِضَةٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ [١٦] وهذه استعارة. والدحض :
الزّلق. فكأنه تعالى قال : حجتهم ضعيفة غير ثابتة، وزالّة غير متماسكة، كالواطىء الذي تضعف قدمه فيزلق عن مستوى الأرض، ولا يستمر على الوطء.
وداحضة هاهنا بمعنى مدحوضة. وإذا نسب الفعل إليها فى الدحوض كان أبلغ فى ضعف سنادها، ووهاء عمادها. فكأنها هى المبطلة لنفسها من غير مبطل أبطلها، لظهور أعلام الكذب فيها، وقيام شواهد التهافت عليها. وأطلق تعالى اسم الحجة عليها وهى شبهة، لاعتقاد المدلى بها أنها حجة، وتسميته لها بذلك فى حال النزاع والمناقلة.
وأيضا فإن المتكلم بها لما أوردها مورد الحجة، وأسلكها طريقها، وأقامها مقامها، جاز أن يطلق عليها اسمها.
[سورة الشورى (٤٢) : آية ٢٠]
مَنْ كانَ يُرِيدُ حَرْثَ الْآخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ وَمَنْ كانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيا نُؤْتِهِ مِنْها وَما لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ نَصِيبٍ (٢٠)
وقوله سبحانه : مَنْ كانَ يُرِيدُ حَرْثَ الْآخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ، وَمَنْ


الصفحة التالية
Icon