متن، ص : ٣٢٦
ومن السورة التي يذكر فيها «الحديد»
[سورة الحديد (٥٧) : آية ٣]
هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْباطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (٣)
قوله تعالى : هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ، وَالظَّاهِرُ وَالْباطِنُ، وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ [٣].
وهذه استعارة عليه سبحانه، كإطلاقنا لذلك على غيره، لأنه سبحانه لا يأتى بالكلام المستعار والمجاز عليه - كما قلنا فى أول هذا الكتاب - ولكن لأن ذلك اللفظ أبعد فى البلاغة منزعا، وأبهر فى الفصاحة مطلعا.
والواحد منّا - فى الأكثر - إنما يستعير أغلاق الكلام، ويعدل عن الحقائق إلى المجازات، لأن طرق القول ربما ضاق بعضها عليه فخالف إلى «١».... بقية الكلام، وربما استعصى بعضها على فكره فعدل إلى المطاوعة.
معنى قوله تعالى : هُوَ الْأَوَّلُ أي الذي لم يزل قبل الأشياء كلها، لا عن انتهاء مدة، وَالْآخِرُ أي الذي لا يزال بعد الأشياء كلّها، لا إلى انتهاء غاية.
وَالظَّاهِرُ المتجلى للعقول بأدلّته، وَالْباطِنُ أي الذي لا تدركه «٢» أبصار بريّته.
وقال بعضهم : قد يجوز أن يكون معنى الظاهر هاهنا أي العالم بالأشياء كلها. من قولهم :
ظهرت على أمر فلان أي علمته. ويكون الظاهر مخصوصا بما كان فى الوجود والجهر، ويكون الباطن مخصوصا بما كان فى العدم والسر «٣».

(١) هنا لفظة غير واضحة.
(٢) فى الأصل (لا يدركه).
(٣) فى الأصل «و الستر» وهو تحريف. [.....]


الصفحة التالية
Icon