وسئل :
هل نفس المصحف هو نفس القرآن، أم كتابته ؟ وما في صدور القراء هل هو نفس القرآن أو حفظه ؟
فأجاب :
الواجب أن يطلق ما أطلقه الكتاب والسنة، كقوله تعالى :﴿ بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَّجِيدٌ فِي لَوْحٍ مَّحْفُوظٍ ﴾ [ البروج : ٢١، ٢٢ ]، وقوله :﴿ إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ فِي كِتَابٍ مَّكْنُونٍ لَّا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ ﴾ [ الواقعة : ٧٧ـ٧٩ ]، وقوله :﴿ وَالطُّورِ وَكِتَابٍ مَّسْطُورٍ فِي رَقٍّ مَّنشُورٍ ﴾ [ الطور : ١ـ٣ ]، وقوله :﴿ يَتْلُو صُحُفًا مُّطَهَّرَةً فِيهَا كُتُبٌ قَيِّمَةٌ ﴾ [ البينة : ٢، ٣ ]، وقوله تعالى :﴿ كَلَّا إِنَّهَا تَذْكِرَةٌ فَمَن شَاء ذَكَرَهُ فِي صُحُفٍ مُّكَرَّمَةٍ مَّرْفُوعَةٍ مُّطَهَّرَةٍ بِأَيْدِي سَفَرَةٍ كِرَامٍ بَرَرَةٍ ﴾ [ عبس : ١١ـ١٦ ].
وكذلك قول النبي ﷺ :( لا يسافر بالقرآن إلى أرض العدو )، وقوله :( استذكروا القرآن، فَلَهُوَ أَشد تَفَصِّيًا من صدور الرجال من النَّعَم في عُقُلِها ) وكلاهما في الصحيحين، وقوله :( الجوف الذي ليس فيه شيء من القرآن كالبيت الخَرِب ) قال الترمذي : حديث صحيح.
فمن قال : القرآن في المصاحف والصدور، فقد صدق. ومن قال : فيها حفظه وكتابته، فقد صدق. ومن قال : القرآن مكتوب في المصاحف محفوظ في الصدور، فقد صدق. ومن قال : إن المداد أو الورق، أو صفة العبد أو فعله، أو حفظه وصوته قديم، أو غير مخلوق، فهو مخطئ ضال. ومن قال : إنما في المصحف ليس هو كلام الله، أو ما في صدور القراء ليس هو كلام الله، أو قال : إن القرآن العزيز لم يتكلم به الله، ولكن هو مخلوق، أو صنفه جبريل أو محمد، وقال : إن القرآن في المصاحف، كما أن محمدًا في التوراة والإنجيل، فهو أيضًا مخطئ ضال.


الصفحة التالية
Icon