وسورة الروم بعد افتتاحها مباشرة جاءت بنبوءة صادقة، ومعجزة باهرة، وهي الإخبار عن غلبة الروم لفارس في بضع سنين، وكان هذا من المستحيل عند العرب في ذلك الوقت، ولكمال إيمان الصحابة رضي الله عنهم، وثقتهم بوعد الله الصادق راهن أبو بكر رضي الله عنه المشركين على ذلك فتحقق وعد الله تعالى، فأخذ أبو بكر الرهان، وكان ذلك قبل تحريم القمار. وَعْدَ اللَّهِ لا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ [الروم: ٦].
والله أعلم.
=============
آية في القرآن فيها إعجاز لغوي بديع
تاريخ الفتوى :…٢٨ جمادي الأولى ١٤٢٣ / ٠٧-٠٨-٢٠٠٢
السؤال
آية في القرآن الكريم فيها إعجاز لغوي بديع حيث جاءت فيها سبع ميمات متتابعة اذكر رقم الآية واسم السورة؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
الآية المشار إليها هي قوله تعالى: قِيلَ يَا نُوحُ اهْبِطْ بِسَلامٍ مِنَّا وَبَرَكَاتٍ عَلَيْكَ وَعَلَى أُمَمٍ مِمَّنْ مَعَكَ وَأُمَمٌ سَنُمَتِّعُهُمْ ثُمَّ يَمَسُّهُمْ مِنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ [هود: ٤٨]. والله أعلم.
===========
أوجه إعجاز القرآن
تاريخ الفتوى :…١٦ صفر ١٤٢٠ / ٠١-٠٦-١٩٩٩
السؤال
هل القرآن الكريم معجز فقط من حيث اللغة أم في جميع المجالات؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالقرآن معجز في لفظه وفي معناه وفي فصاحته وفي بلاغته وفي أسلوبه، وفيما أخبر به من أمور المغيبات، وفيما أخبر به من خفيات العالم العلوي، والعالم السفلي، إلى غير ذلك، من جوانب إعجازه التي تتجلى يوماً بعد يومٍ، وقد ألّفت في إعجاز القرآن مؤلفات كثيرة قديماً وحديثاً، فارجع إليها تجد بغيتك.
والله أعلم.
===========
الإعجاز القرآني وفواتح السور
تاريخ الفتوى :…١٦ صفر ١٤٢٠ / ٠١-٠٦-١٩٩٩
السؤال
هل تعتبر الأحرف التي تبدأ بها بعض السور آيات ؟ مثال: الم (سورة البقرة) السؤال الثا ني : قد يتساءل البعض : اذا قال أحدهم سشص أو كلع أو رسق... الخ. اليست هذه آيات، لقد أتينا بثلاثة آيات فأين الإعجاز. (تعالى الله عن هذا علوا كبيرا) لقد سئلت هذا السؤال افيدوني وجزاكم الله خيرا.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد افتتح الله تسعاً وعشرين سورة من كتابه العزيز بحروف التهجي وربما عُبر عنها بالحروف المقطعة في فواتح السور. و فواتح السور، تسع عشرة من هذه الفواتح آية مستقلة وواحدة منها آيتان وهي حم عسق، وتسع منها جزء من الآية الأولى من السورة. وهي فواتح يونس وهود ويوسف والرعد وإبراهيم والحجر والنمل وص والقلم.
أما ما يتساءل عنه بعض المضلين من إمكان أن يؤلف حروفاً تكون مضاهية لهذه الأحرف المقطعة، وبذلك ينخرم الإعجاز فهذا باطل، لأن مجرد التأليف ليس معجزاً وإنما المعجز الإتيان بسورة، ولو كانت قدر أقصر سورة من القرآن كسورة الكوثر، تضاهي القرآن أو تقاربه في فصاحته وبلاغته وقوة أسلوبه وجزالة ألفاظه وروعة معانيه إلى غير ذلك.
ولا شك أن القرآن معجز في هذا الجانب كل الإعجاز إعجازا لا يماري فيه إلا مكابر. ولا أدل على ذلك من أن القرآن نزل على مجتمع قد صرفوا كل عناية إلى الكلام والتفنن في أساليبه نظماً ونثراً، ومع استمرار تحدي القرآن لهم لم يستطع أحد منهم أن يحاكيه أو يقارب ذلك.
بل إن من حاول محاكاته منهم صار أضحوكة الناس كمسيلمة الكذاب.
والله أعلم.
============
الاستعارة في القرآن
اقتصر الأقدمون عندما تحدثوا عن الاستعارة في القرآن على ذكر أنواعها
من استعارة محسوس لمحسوس بجامع عقلى
ومن استعارة محسوس لمعقول
ومن استعارة معقول لمعقول أو لمحسوس
ومن استعارة تصريحية او مكنية ومن مرشحة او مجردة الى غير ذلك من ألوان الاستعارة، وهم يذكرون هذه الألوان ويحصون ما ورد في القران منها، ويقفون عند ذلك فحسب وبعضهم يزيد فيجرى الاستعارة ظانا انه بذلك قد أدى ما عليه من بيان الجمال الفنى في هذا اللون من التصوير ولم أر إلا ما ندر من وقوف بعضهم يتأمل بعض هذه اللمحات الفنية المؤثرة وليس مثل هذه الدراسة بمجد في تذوق الجمال وادرك أسراره
ومن الخير أن تبين الأسرار التي دعت إلى إيثار الاستعارة على الكلمة الحقيقية، وإذا أنت مضيت إلى الألفاظ المستعارة رأينها من هذا النوع الموحى لأنها اصدق أداة تجعل القارئ يحس بالمعنى اكمل إحساس، وأوفاه وتصّور المنظر للعين، وتنقل الصوت للأذن وتجعل الأمر المعنوي ملموسا محسا، وحسبي أن اقف عند بعض هذه الألفاظ المستعارة الموحية، نتبين سر اختيارها:
قال سبحانه ﴿ وتركنا بعضهم يومئذ يموج في بعض ونفخ في الصور فجمعناهم جمعا ﴾ فكلمة ( يموج ) لاتقف عند استعارتها لمعنى ( الاضطراب ) بل إنها تصور للخيال هذا الجمع الحاشد من الناس احتشادا لا تدرك العين مداه حتى صار هذا الحشد الزاخر كبحر ترى العين منه ما تراه في البحر الزاخر من حركة وتموج واضطراب، ولا تأتي كلمة يموج إلا موحية بهذا المعنى ودالة عليه،