(٣٨) سورة ص
سميت في المصاحف وكتب التفسير وكتب السنة والآثار عن السلف "سورة صاد" كما ينطق باسم حرف الصاد تسمية لها بأول كلمة منها هي صاد "بصاد فألف فدال ساكنة سكون وقوف" شأن حروف التهجي عند التهجي بها أن تكون موقوفة، أي ساكنة الأعجاز. وأما قول المعري يذكر سليمان عليه السلام:
وهو من سخرت له الإنس والج | ن بما صح من شهادة صاد |
تَقولُ وقد مالَ الغَبيطُ بِنا معاً | عَقَرْتَ بَعِيري يا امرَأَ القَيْسِ فانْزِلِ |
وهي السورة الثامنة والثلاثون في عداد نزول السورة نزلت بعد سورة ﴿ اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ﴾ وقبل سورة الأعراف. وعدت آيها ستا وثمانين عند أهل الحجاز والشام والبصرة وعدها أيوب بن المتوكل البصري خمسا وثمانين. وعدت عند أهل الكوفة ثمانا وثمانين.
روى الترمذي عن ابن عباس قال:"مرض أبو طالب فجاءته قريش وجاءه النبي - ﷺ - وعند أبي طالب مجلس رجل، فقام أبو جهل يمنع النبي - ﷺ - من أن يجلس وشكوه إلى أبي طالب، فقال:"يا بن أخي ما تريد من قومك؟"قال:"إني أريد منهم كلمة واحدة تدين لهم بها العرب وتؤدي إليهم العجم الجزية". قال:" كلمة واحدة". قال:"يا عم يقولوا لا إله إلا الله" فقالوا:"أإلها واحدا ما سمعنا بهذا في الملة الآخرة إن هذا إلا اختلاق، قال فنزل فيهم القرآن ﴿ص وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ﴾ [صّ: ١]إلى قوله: ﴿مَا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي الْمِلَّةِ الْآخِرَةِ إِنْ هَذَا إِلَّا اخْتِلاقٌ﴾ [صّ: ٧]" قال:"حديث حسن". فهذا نص في أن نزولها في آخر حياة أبي طالب وهذا المرض مرض موته كما في أبن عطية فتكون هذه الصورة قد نزلت في سنة ثلاث قبل الهجرة.
أغراضها