(٤١) سورة فصلت
تسمى حم السجدة بإضافة حم إلى السجدة كما قدمناه في أول سورة المؤمن، وبذلك ترجمت في صحيح البخاري وفي جامع الترمذي لأنها تميزت عن السور المفتتحة بحروف حم بأن فيها سجدة القرآن. وأخرج البيهقي في شعب الإيمان عن خليل بن مرة أن رسول الله - ﷺ - كان لا ينام حتى يقرأ: تبارك، وحم السجدة.
وسميت في معظم مصاحف المشرق والتفاسيرسورة السجدة، وهو اختصار قولهم حم السجدة وليس تمييزا لها بذات السجدة. وسميت هذه السور في كثير من التفاسير سورة فصلت
واشتهرت تسميتها في تونس والمغرب سورة فصلت لوقوع كلمة ﴿فُصِّلَتْ آيَاتُهُ﴾ في أولها فعرفت بها تمييزا لها من السور المفتتحة بحروف حم. كما تميزت سورة المؤمن باسم سورة غافر عن بقية السور المفتتحة بحروف حم.
وقال الكواشي: وتسمى سورة المصابيح لقوله تعالى فيها ﴿وَ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ﴾ [فصلت: ٣]، وتسمى سورة الأقوات لقوله تعالى ﴿وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا﴾ [فصلت: ١٠]
وقال الكواشي في التبصرة: تسمى سجدة المؤمن ووجه هذه التسمية قصد تمييزها عن سورة الم السجدة المسماة سورة المضاجع فأضافوا هذه إلى السورة التي قبلها وهي سورة المؤمن، كما ميزوا سورة المضاجع باسم سجدة لقمان لأنها واقعة بعد سورة لقمان.
وهي مكية بالاتفاق نزلت بعد سورة غافر وقبل سورة الزخرف، وعدت الحادية والستين في ترتيب نزول السور. وعدت آيها عند أهل المدينة وأهل مكة ثلاثا وخمسين، وعند أهل الشام والبصرة اثنتين وخمسين، وعند أهل الكوفة أربع وخمسين.
أغراضها
التنويه بالقرآن والإشارة إلى عجزهم عن معارضته. وذكر هديه، وأنه معصوم من أن يتطرقه الباطل، وتأييده بما أنزل إلى الرسل من قبل الإسلام. وتلقى المشركين له بالإعراض وصم الآذان. وإبطال مطاعن المشركين فيه وتذكيرهم بأن القرآن نزل بلغتهم فلا عذر لهم أصلا في عدم انتفاعهم بهديه. وزجر المشركين وتوبيخهم على كفرهم بخالق السماوات والأرض مع بيان ما في خلقها من الدلائل على تفرده بالإلهية.


الصفحة التالية
Icon