(٦٨) سورة القلم
سميت هذه السورة في معظم التفاسير وفي "صحيح البخاري" "سورة نْ وَالْقَلَمِ" على حكاية اللفظين الواقعين في أولها، أي سورة هذا اللفظ.
وترجمها الترمذي في جامعه وبعض المفسرين سورة ﴿نْ﴾ بالاقتصار على الحرف المفرد الذي افتتحت به مثل ما سميت سورة ﴿ص﴾ وسورة ﴿ق﴾.
وفي بعض المصاحف سميت "سورة وَالْقَلَمِ" وكذلك رأيت تسميتها في مصحف مخطوط بالخط الكوفي في القرن الخامس.
وهي مكية قال ابن عطية: لا خلاف في ذلك بين أهل التأويل.
وذكر القرطبي عن الماوردي: أن ابن عباس وقتادة قالا: أولها مكي، إلى قوله: ﴿عَلَى الْخُرْطُومِ﴾ [القلم: ١٦]، ومن قوله: ﴿إِنَّا بَلَوْنَاهُمْ﴾ إلى ﴿لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ﴾ [القلم: ١٧- ٣٣]مدني، ومن قوله: ﴿إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتِ النَّعِيمِ﴾ إلى قوله: ﴿فَهُمْ يَكْتُبُونَ﴾ [الطور: ٣٤- ٤١] مكي ومن قوله: ﴿فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ﴾ إلى قوله: ﴿مِنَ الصَّالِحِينَ﴾ [القلم: ٤٨- ٥٠] مدني، ومن قوله: ﴿وَإِنْ يَكَادُ الَّذِينَ كَفَرُوا﴾ [االقلم: ٥١] إلى آخر السورة مكي.
وفي الإتقان عن السخاوي: أن المدني منها من قوله: ﴿إِنَّا بَلَوْنَاهُمْ﴾ إلى ﴿لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ﴾ [القلم: ١٧ ٣٣] ومن قوله: ﴿فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ﴾ إلى قوله: ﴿مِنَ الصَّالِحِينَ﴾ [القلم: ٤٨- ٥٠] فلم يجعل قوله: ﴿إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ عِنْدَ رَبِّهِمْ﴾ إلى قوله: ﴿فَهُمْ يَكْتُبُونَ﴾ [الطور: ٣٤- ٤١] مدنيا خلافا لما نسبه الماوردي إلى ابن عباس.
وهذه السورة عدها جابر بن زيد ثانية السور نزولا قال: نزلت بعد سورة ﴿اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ﴾ وبعدها سورة المزمل ثم سورة المدثر، والأصح حديث عائشة أن أول ما أنزل سورة اقرأ باسم ربك ثم فتر الوحي ثم نزلت سورة المدثر.
وما في حديث جابر بن عبد الله أن سورة المدثر نزلت بعد فترة الوحي يحمل على أنها نزلت بعد سورة ﴿اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ﴾ جمعا بينه وبين حديث عائشة رضي الله عنها.
وفي "تفسير القرطبي" : أن معظم السورة نزل في الوليد بن المغيرة وأبي جهل.
واتفق العادون على عد آيها ثنتين وخمسين.
أغراضها