(٧٥) سورة القيامة
عنونت هذه السورة في المصاحف وكتب التفسير وكتب السنة ب"سورة القيامة" لوقوع القسم بيوم القيامة في أولها ولم يقسم به فيما نزل قبلها من السور.
وقال الآلوسي: يقال لها "سورة لا أقسم"، ولم يذكرها صاحب الإتقان في عداد السور ذات أكثر من اسم.
وهي مكية بالاتفاق.
وعدت الحادية والثلاثين في عداد نزول سور القرآن. نزلت بعد سورة القارعة وقبل سورة الهمزة.
وعدد آيها عند أهل العدد من معظم الأمصار تسعا وثلاثين آية، وعدها أهل الكوفة أربعين.
أغراضها
اشتملت على إثبات البعث.
والتذكير بيوم القيامة وذكر أشراطه.
وإثبات الجزاء على الأعمال التي عملها الناس في الدنيا.
واختلاف أحوال أهل السعادة وأهل الشقاء وتكريم أهل السعادة.
والتذكير بالموت وأنه أول مراحل الآخرة.
والزجر عن إيثار منافع الحياة العاجلة على ما أعد لأهل الخير من نعيم الآخرة.
وفي "تفسير ابن عطية" عن عمر بن الخطاب ولم يسنده: أنه قال "من سأل عن القيامة أو أراد أن يعرف حقيقة وقوعها فليقرأ هذه السورة".
وأدمج في آيات ﴿لا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ﴾ إلى ﴿وَقُرْآنَهُ﴾ [القيامة: ١٦-١٧] لأنها في أثناء نزول هذه السورة كما سيأتي. (١)
مناسبتها لما قبلها
جاء فى ختام سورة « المدثر » قوله تعالى :« كَلَّا بَلْ لا يَخافُونَ الْآخِرَةَ » جاء كاشفا عن العلة التي نجم عنها شرك المشركين، وكفرهم بآيات اللّه، وتكذيبهم لرسول اللّه.. وتلك العلة هى أنهم لا يؤمنون بالبعث، ولا يتصورون إمكان الحياة بعد الموت، ومن ثم فإنهم لا يعملون حسابا لما وراء حياتهم الدنيا،