(٧٨) سورة النازعات
سميت في المصاحف وأكثر التفاسير "سورة النازعات" بإضافة سورة إلى النازعات بدون واو، جعل لفظ "النازعات" علما عليها لأنه لم يذكر في غيرها. وعنونت في كتاب التفسير من "صحيح البخاري" في كثير من كتب المفسرين بسورة "والنازعات" بإثبات الواو على حكاية أول ألفاظها.
وقال سعد الله الشهير بسعدي والخفاجي: إنها تسمى "سورة الساهرة" لوقوع لفظ "الساهرة" في أثنائها ولم يقع في غيرها من السور.
وقالا: تسمى سورة الطامة "أي لوقوع لفظ الطامة فيها ولم يقع في غيرها" ولم يذكرها في "الإتقان" في عداد السور التي لها أكثر من اسم.
ورأيت في مصحف مكتوب بخط تونسي عنون اسمها "سورة فالمدبرات" وهو غريب، لوقوع لفظ المدبرات فيها ولم يقع في غيرها.
وهي مكية بالاتفاق.
وهي معدودة الحادية والثمانين في ترتيب النزول، نزلت بعد سورة النبأ وقبل سورة الانفطار.
وعدد آيها خمس وأربعون عند الجمهور، وعدها أهل الكوفة ستا وأربعين آية.
أغراضها
اشتملت على إثبات البعث والجزاء، وإبطال إحالة المشركين وقوعه.
وتهويل يومه وما يعتري الناس حينئذ من الوهل.
وإبطال قول المشركين بتعذر الإحياء بعد انعدام الأجساد.
وعرض بأن نكرانهم إياه منبعث عن طغيانهم فكان الطغيان صادا لهم عن الإصغاء إلى الإنذار بالجزاء فأصبحوا آمنين في أنفسهم غير مترقبين حياة بعد هذه الحياة الدنيا بأن جعل مثل طغيانهم كطغيان فرعون وإعراضه عن دعوة موسى عليه السلام وإن لهم في ذلك عبرة، وتسلية لرسول الله - ﷺ -.
وانعطف الكلام إلى الاستدلال على إمكان البعث بأن خلق العوالم وتدبير نظامه أعظم من إعادة الخلق.
وأدمج في ذلك إلفات إلى ما في خلق السماوات والأرض من دلائل على عظيم قدرة الله تعالى.
وأدمج فيه امتنان في خلق هذا العالم من فوائد يجتنونها وأنه إذا حل عالم الآخرة وانقرض عالم الدنيا جاء الجزاء على الأعمال بالعقاب والثواب.