(٩١) سورة الشمس
سميت هذه السورة في المصاحف وفي معظم كتب التفسير "سورة الشمس" بدون واو وكذلك عنونها الترمذي في جامعه بدون واو في نسخ صحيحة من "جامع الترمذي" ومن "عارضة الأحوذي" لابن العربي.
وعنونها البخاري سورة "والشمس وضحاها" بحكاية لفظ الآية، وكذلك سميت في بعض التفاسير وهو أولى أسمائها لئلا تلتبس على القارئ بسورة إذا الشمس كورت المسماة سورة التكوير.
ولم يذكرها في "الإتقان" مع السور التي لها أكثر من اسم.
وهي مكية بالاتفاق.
وعدت السادسة والعشرين في عدد نزول السور نزلت بعد سورة القدر، وقبل سورة البروج.
وآياتها خمس عشرة آية في عدد جمهور الأمصار، وعدها أهل مكة ست عشرة آية.
أغراضها
تهديد المشركين بأنهم يوشك أن يصيبهم عذاب بإشراكهم وتكذيبهم برسالة محمد - ﷺ - كما أصاب ثمودا بإشراكهم وعتوهم على رسول الله إليهم الذي دعاهم إلى التوحيد.
وقدم لذلك تأكيد الخبر بالقسم بأشياء معظمة وذكر من أحوالها ما هو على بديع صنع الله تعالى الذي لا يشاركه فيه غيره فهو دليل على أنه المنفرد بالإلهية والذي لا يستحق غيره الإلهية وخاصة أحوال النفوس ومراتبها في مسالك الهدى والضلال والسعادة والشقاء. (١)
مناسبتها لما قبلها
ختمت سورة « الشمس » بهذا العذاب الذي أوقعه اللّه سبحانه بثمود، فغشيهم العذاب واشتمل عليهم، ولفّهم برداء أسود كئيب.. وبدئت سورة « الليل » بالقسم بالليل إذا يغشى، فكان ظلام هذا الليل كفنا آخر لثمود، يصحبهم فى قبورهم التي ابتلعنهم، ويقيم عليهم راية سوداء تحوّم عليهم، كما تحوّم الغربان على الجيف!! (٢)
مقدمة وتمهيد
(٢) - التفسير القرآني للقرآن ـ موافقا للمطبوع - (١٥ / ١٥٨٩)