فكان بين النبي ﷺ وبين أحياء من العرب مواعدة: لا يقاتلهم ولا يقاتلونه، وإن احتاج إليهم عاونوه، وإن احتاجوا إليه عاونهم. فصار ذلك منسوخا بآية السيف.
وقد روي في قوله تعالى: (قُل لِلَّذينَ كَفَروا إِن يَنتَهوا يُغفَر لَهُم ما قَد سَلَف) أنها منسوخة، نسخت بقوله: (وَقاتِلوهُم حَتّى لا تَكونَ فِتنَةٌ).
وذهب آخرون: إلى أنها وعيد وتهديد.
سورة التوبة
نزلت بالمدينة، وهي آخر التنزيل.
تحتوي على أحدى عشرة آية منسوخة: الآية الأولى: قوله تعالى: (بَراءَةٌ مِنَ اللَهِ وَرَسولِهِ) إلى قوله تعالى: (فَسيحوا في الأَرضِ أَربَعَةَ أَشهُرٍ) الآية، والتي قبلها.
نزلت هذه الآية فيمن كان بينه وبينهم موادعة، جعل مدتهم أربعة أشهر، من يوم النحر إلى عشر من شهر ربيع الآخر، وجعل موادة من لم يكن بينهم وبينه عهد خمسين يوما، وهو من يوم النحر إلى آخر المحرم. وهو تفسير قوله: (فَإِذا اِنسَلَخَ الأَشهُرُ الحُرُمُ) يعني المحرم وحده. ثم صار منسوخا بقوله: (فَاِقتُلوا المُشرِكينَ حِيثُ وَجَدتُّموهُم).
الآية الثانية والثالثة: هي الآية الناسخة، ولكن نسخت من القرآن مائة آية وأربعاً وعشرون آية.
ثم صار آخرها ناسخا لأولها، وهي قوله تعالى: (فَإِن تابوا وَأَقاموا الصَلاةَ وَآتوا الزَكاةَ فَخَلّوا سَبيلَهُم).
الآية الرابعة: قوله تعالى: (إِلّا الَّذينَ عاهَدتُم عِندَ المَسجِدِ الحَرامِ فَما اِستَقاموا لَكُم فَاِستَقيموا لَهُم).
نسخت بقوله: (اِقتُلوا المُشرِكينَ حَيثُ وَجَدتُّموهُم).
الآية الخامسة: قوله تعالى: (وَالَّذينَ يَكنِزونَ الَذَهَبَ وَالفِضَّةَ وَلا يُنفِقونَها في سَبيلِ اللَهِ فَبَشِّرهُم بِعذابٍ أَليم).
والآية السادسة: التي تليها.
نسخت بالزكاة المفروضة، فبينت السنة أعيانها.
الآية السابعة والثامنة: قوله تعالى: (إِلّا تَنفِروا يَعَذِّبكُم عَذاباً أَليماً).
وقوله تعالى: (اِنفِروا خِفافاً وَثِقالاً).
نسخت جميعها بقوله: (وضما كانَ المُؤمِنونَ لِيَنفِروا كافَّةً فَلَولا نَفَرَ مِن كُلِّ فِرقَةٍ مِنهُم طائِفَةً) الآية.
الآية التاسعة: قوله تعالى: (لا يَستَأذِنوكَ الَّذينَ يُؤمِنونَ بِاللَهِ وَاليَومِ الآخِر).
نسخت قوله تعالى: (فَإِذا اِستَأذَنوكَ لِبَعضِ شَأنِهِم فَأذَن لِمَن شِئتَ مِنهُم وَاِستَغفِر لَهُم اللَهَ إِنَّ اللَهَ غَفورٌ رَحيم).
الآية العاشرة: قوله تعالى: (اِستَغفِر لَهُم أَو لا تَستَغفِر لَهُم إِن تَستَغفِر لَهُم سَبعينَ مَرَّةً فَلَن يَغفِر اللَهَ لَهُم).
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (لأزيدن على السبعين).
فنسخها الله تعالى بقوله: (سَواءٌ عَلَيهِم أَستَغفَرتَ لَهُم أَم لَم تَستَغفِر لَهُم).
الآية الحادية عشرة: قوله تعالى: (وَمِنَ الأَعرابِ مَن يَتَّخِذُ ما يُنفِقُ مَغرَماً).
وقد قيل: (الأَعرابُ أَشَدُّ كَفراً وَنِفاقاً) نسخها الله تعالى بقوله: (وَمِنَ الأَعرابِ مَن يُؤمِنُ بِاللَهِ وَاليَومِ الآخِر).
سورة يونس عليه السلام
نزلت بمكة، غير آيتين، ويقال: ثلاث آيات، والله أعلم، نزلت في أبي بن كعب.
وذلك: أن رسول الله ﷺ قال: (يا أبي بن كعب، إن الله أمرني أن أقرأ عليك القرآن). فقال أبي: يا رسول الله، وقد ذكرت هنالك؟ فقال: (أي، عينك الوحي لي) فبكى، فنزلت فيه: (قُل بِفَضلِ اللَهِ وَبِرَحمَتِهِ فَبِذلكَ فَليَفرَحوا). وهي فخر وشرف لأبي، وحكمها باق في غيره.
والآية التي تليها ذم لقوم، لأنهم حرموا ما أحل الله لهم، فصار حكمها فيمن يفعل مثل ذلك إلى يوم القيامة.
وهي أول ما نزلت من القرآن.
تحتوي على ثمان آيات من المنسوخ: الآية الأولى: قوله تعالى: (قُل إِنّي أَخافُ إِن عَصَيتُ رَبّي عذابَ يومٍ عَظيمٍ).
نسخت بقوله: (لِيَغفِر لَكَ اللَهُ ما تَقَدَّمَ مِن ذَنبِكَ وَما تَأَخَّر).
الآية الثانية: قوله تعالى: (لَولا أُنزِلَ عَلَيهِ آيَةٌ مِن رَبِّه) إلى قوله: (مَن المُنتَظِرينَ).
نسخت بآية السيف.
الآية الثالثة: قوله تعالى: (فَإِن كَذَّبوكَ فَقُل لي عَمَلي وَلَكُم عَمَلَكُم).
الآية كلها نسخت بآية السيف.


الصفحة التالية
Icon