أسلوب القسم الظاهر في القرآن الكريم
بلاغته... وأغراضه
د. سامي عطا حسن
جامعة آل البيت – المفرق
المملكة الأردنية الهاشمية
ملخص
افتتح القرآن الكريم كثيرا من السور القرآنية بالقسم، وأورد أقساما في ثنايا عدد غير قليل منها، وأسلوب القسم في اللغة العربية من المؤكدات المشهورة، التي تمكن الشيئ في النفس وتقويه، وقد نزل القرآن الكريم للناس كافة، ووقف الناس منه مواقف متباينة، فمنهم الشاك، ومنهم المنكر، ومنهم الخصم الألد، فجاء القسم في كتاب الله، لإزالة الشكوك، وإحباط الشبهات، وإقامة الحجة، وتوكيد الأخبار، لتطمئن نفس المخاطب إلى الخبر، لا سيما في الأمور العظيمة التي أقسم عليها.
لقد أقسم الله بمخلوقاته مع نهيه عن القسم بغيره، للأشارة إلى أن هذه المخلوقات، ما هي إلا آيات يستنير بها أولوا الألباب في مناهج الاستدلال على وجود الصانع الحكيم، ولتصحيح العقائد الباطلة، فالقسم بالنجم إذا هوى وأمثال ذلك، فيه رد على من اعتقدوا ألوهية الكواكب، وللفت الأنظار إلى الكون وما يحويه من حقائق وأسرار، ونظام بديع محكم، ولتقرير أن الكتاب الذي جاء به رسول الله – ﷺ – منزل من عند الله، وأن الله تكفل بحفظه من التبديل، والتحريف، والنقص، والزيادة، وأنه كتاب هداية، ينير البصائر والأبصار، لتهتدي إلى أقوم طريق.
أسلوب القسم الظاهر في القرآن الكريم
بلاغته...... وأغراضه
تمهيد: