سورة النور
٩١٢ [ و ( حق ) وفرضنا ثقيلا ورأفة % يحركه المكي وأربع أولا ] (١) أي وكل القراء غير حفص رفعوا والخامسة أن غضب الله وهو الأخير ولا خلاف في رفع الأول والخامسة أن لعنة الله فالرفع فيها على الابتداء وما بعده خبره أي والشهادة الخامسة هي لفظ كذا ونصب الثاني على وتشهد الخامسة
لأن قبله أن تشهد أربع شهادات ثم أبدل أن غضب الله منه
قال أبو علي ويجوز في القياس النصب في الخامسة الأولى رفع أربع شهادات أو نصب وقول الناظم الأخير هو نعت خامسة ولا نظر إلى التأنيث فيها لأن المراد هذا اللفظ الأخير وأسقط الألف واللام من الخامسة ضرورة وزن النظم وأدخلها في حفص كذلك أيضا فكأنه عوض ما حذف وهما زائدتان في الحفص كقول الشاعر والزيد زيد المعارك وقد وقع في مسند ابن أبي شيبة وغيره حدثنا حسين بن علي الجعفي عن شيخ يقال له الحفص عن أبيه عن جده قال أذن بلال حياة رسول الله ﷺ
قال الحافظ أبو القاسم حفص هو بن عمر بن سعد القرظ ولغرابة هذه العبارة بهم كثير فيها ويسبق لسان القاريء لها إلى لفظ الخفض بالخاء والضاد المعجمتين الذي هو أخو الكسر
١- يريد - وفرضناها - أي فرضنا أحكامها وفي التثقيل إشعار بكثرة ما فيها من الأحكام المختصة بها لا توجد في غيرها من السور كالزنا والقذف واللعان والاستئذان وغض الطرف والكتابة وغير ذلك فسرها أبو عمرو فصلنا ومعناها بالتخفيف أوجبنا حدودها جعلناها فرضا
وقول الناظم وحق هو خبر مقدم وثقيلا حال من المنوي فيه أي وفرضنا حق ثقيلا وأما - ﴿ ولا تأخذكم بهما رأفة ﴾ - بإسكان الهمزة ففتحها ابن كثير وكلاهما لغة ولا خلاف في إسكان التي في الحديد وجعلنا في قلوب الذين اتبعوه رأفة قال ابن مجاهد
قال لي قنبل كان ابن أبي بزة قد أوهم وقرأهما جميعا بالتحريك فلما أخبرته إنما هي هذه وحدها رجع
قلت وهذا مما جمع فيه بين اللغتين واختير الإسكان في التي في الحديد لتجانس لفظ رحمة التي بعدها ونظير هاتين القراءتين دأبا ودآبا والمعز وظعنكم من باب الإسكان لأجل حرف الحلق مثل شعرة وشعرة ثم قال وأربع أو لا أي الواقع أولا يريد فشهادة أحدهم أربع شهادات اختلف في رفعه ونصبه وخبر قوله وأربع في أول البيت الآتي وهو صحاب أي وأربع بالرفع قراءة صحاب ودلنا على الرفع إطلاقه ووجه الرفع أنه خبر فشهادة أحدهم ونصبه على المصدر كما تقول شهدت أربع شهادات والخبر محذوف أي فواجب شهادة أحدهم أو المحذوف المبتدأ وهو فالواجب شهادة أحدهم نحو ( والذين يظهرون من نسائهم فتحرير رقبة ) والجملة خبر والذين ولا خلاف في نصب الثاني وهو أن تشهد أربع شهادات لأنه مصدر لا غير للتصريح بالفعل قبله وهو قوله أن تشهد
٩١٣ [ صحاب وغير الحفص خامسة % الأخير أن غضب التخفيف والكسر أدخلا ]