ملخص الرسالة
لما لم تتفق كلمة المفسرين منذ القديم على موضوع التناسب، وكان كثير منهم - وإن وافقوا على التناسب داخل الآية الواحدة، أو بين الآية وجارتها- إلا أنهم يعترضون على وجه أو أكثر من وجه التناسب القرآني، فكان منهم من اعترض على الوحدة الموضوعية في السورة، أو على التناسب بين اسم السورة وموضوعها، أو على التناسب بين السورة وجارتها، وصولاً إلى الوحدة الموضوعية في القرآن كله، وحيث إنه لا بد من قول فصل يبين وجه الحق في هذه المشكلة، فقد كانت هذه الدراسة في سورة البقرة، لتجلي القول وتحسم الخلاف وتحل الإشكال.
ولأجل ذلك فقد اتجهت الدراسة إلى الإجابة على عدد من الأسئلة المحددة للمشكلة، والتي أبرزها: هل يجد تناسب بين بداية السورة وخاتمتها، وهل من علاقة بين قصص السورة، وهل للسورة محور رئيس، وهل لاسمها ارتباط بمحورها، ومن ثم ما وجه اتصال سورة البقرة بالفاتحة التي تسبقها وآل عمران التي تليها، وما علاقتها بالسور التي لها البداية نفسها(الم)، وما مناسبتها للفلق نظيرتها في آخر المصحف، وهل يؤدي ذلك إلى أن القرآن جميعه يشكل وحدة متماسكة، وهل موقع البقرة في أول المصحف يعطيانها مركزية لما بعدها من السور؟.
وتكمن أهمية هذه الدراسة، في توضيح المعاني التي قد تلتبس في الآيات الكريمة، وفي تجليتها الوحدة الموضوعية في القرآن الكريم، بعد تأكيدها في كل سورة من سوره، وبالذات سورة البقرة موضوع الدراسة، ومن ثم يتأكد أن ترتيب سور القرآن الكريم كان توقيفياً، ويتجلى وجه عظيم من وجوه الإعجاز القرآن يؤكد ربانيته، ويرد على افتراءات المستشرقين.
وقد اتبع الباحث في دراسته، المنهج الوصفي الذي يجمع بين الاستقراء والتحليل للسورة الكريمة، وأحياناً الموازنة والترجيح بين الأقوال المختلفة.


الصفحة التالية
Icon