القاعدة الثلاثون: أركان الإيمان بالأسماء الحسنى ثلاثة: إيماننا بالاسم،
وبما دل عليه من المعنى، وبما تعلق به من الآثار
وهذه القاعدة العظيمة: خاصة بأسماء الرب سبحانه وتعالى.
وفي القرآن من الأسماء الحسنى ما ينيِّف عن ثمانين اسما ـ كُررت في آيات متعددة، بحسب ما يناسب المقام، كما تقدم بعض الإشارة إليها.
وهذه القاعدة تنفعك في كل اسم من أسمائه الحسنى المتعلقة بالخلق والأمر، والثواب والعقاب
فعليك أن تؤمن بأنه عليم، وذو علم عظيم، ومحيط بكل شيء، قدير، وذو قدرة وقوة عظيمة ويقدر على كل شيء، ورحيم، وذو رحمة عظيمة ورحمته وسعت كل شيء والثلاثة متلازمة
فالاسم دل على الوصف، وذلك دل على المتعلق. فمن نفى واحداً من هذه الأمور الثلاثة فإنه لم يتم إيمانه بأسماء الرب وصفاته، الذي هو أصل التوحيد.
ولنكتف بهذا الأنموذج ليعرف أن الأسماء كلها على هذا النمط.
القاعدة الحادية والثلاثون: ربوبية الله في القرآن على نوعين: عامة وخاصة
كثر في القرآن ذكر ربوبية الرب لعباده ومتعلقاتها ولوازمها. وهي على نوعين:
ربوبية عامة: يدخل فيها جميع المخلوقات: برها وفاجرها بل مكلفوها وغير المكلفين، حتى الجمادات. وهي أنه تعالى المنفرد بخلقها ورزقها وتدبيرها، وإعطائها ما تحتاجه أو تضطر إليه في بقائها، وحصول منافعها ومقاصدها فهذه التربية لا يخرج عنها أحد.
والنوع الثاني: في تربيته لأصفيائه وأوليائه، فيربيهم بالإيمان الكامل، ويوفقهم لتكميله ويُكملهم بالأخلاق الجميلة، ويدفع عنهم الأخلاقَ الرذيلة، وييسرهم لليسرى ويجنبهم العسرى. وحقيقتها: التوفيق لكل خير، والحفظ من كل شر، وإنالة المحبوبات العاجلة والآجلة، وصرف المكروهات العاجلة والآجلة.
فحيث أُطلقت ربوبيته تعالى فإن المراد بها المعنى الأول، مثل قوله تعالى: ﴿ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ [الفاتحة: ٢] ﴿ وَهُوَ رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ ﴾ [الأنعام: ١٦٤] ونحو ذلك.


الصفحة التالية
Icon