وقوله في سورة القصص:﴿ قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ النَّهَارَ سَرْمَداً إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَة... ﴾،
[ القصص: ٧٢ ]، إلى آخر الآيات، حيث يذكرهم أن ينظروا إلى ضد ما هم فيه من النعم والخير، ليعرفوا قدر ما هم فيه منها.
وهذا الذي أرشد إليه النبي صلى الله عليه وسلم، حيث قال: " انظروا إلى من هو أسفل منكم، ولا تنظروا إلى من هو فوقكم، فإنه أجدر أن لا تزدروا نعمة الله عليكم "(١) وقوله تعالى:﴿ فاذْكُرُوا آلاءَ اللَّهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾، [ الأعراف: من الآية٦٩ ]، وقوله:﴿ أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً فَآوَى
{ ٦ ﴾ وَوَجَدَكَ ضَالاً فَهَدَى ﴿ ٧ ﴾ وَوَجَدَكَ عَائِلاً فَأَغْنَى }، [ الضحى: ٦/٨ ]، إلى آخرها.
القاعدة الثانية والأربعون: الحقوق لله ولرسوله
قد ميز الله في كتابه بين حقه الخاص وحق رسوله الخاص والحق المشترك.
واعلم بذلك أن الحقوق ثلاثة:
حق لله وحده، لا يكون لغيره: وهو عبادته وحده لا شريك له بجميع أنواع العبادات.
وحق خاص لرسوله صلى الله عليه وسلم: وهو التعزير والتوقير والقيام بحقه اللائق واتباعه والاقتداء به.
وحق مشترك: وهو الإيمان بالله ورسوله وطاعة الله ورسوله ومحبة الله ومحبة رسوله.
وقد ذكر الله الحقوق الثلاثة في آيات كثيرة من القرآن، فأما حقه الخاص: فكل آية فيها الأمر بعبادته وإخلاص العمل له، والترغيب في ذلك، وهذا شيء لا يحصى.
وقد جمع الله ذلك في قوله في سورة الفتح: ﴿ لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ﴾، فهذا مشترك ﴿ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ ﴾، فهذا خاص بالرسول ﴿ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً ﴾، [ الفتح: ٩ ]، فهذا حق لله وحده.
وقوله: ﴿ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ ﴾، في آيات كثيرة.
وكذلك: ﴿ آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ﴾.