القول المبين
في قواعد الترجيح بين المفسرين
تصنيف
فهد بن عبد الله الحزمي
alhzm@maktoob.com

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على خير خلق الله محمد بن عبد الله وعلى آله وصحبه وسلم وبعد.
فلما كان كتاب الله هو أعلى الكتاب وأرفعها اهتم به علما الإسلام أيما اهتمام وألفوا في تفسيره الكتب العديدة والمتنوعة، وبطبيعة الحال اختلفت وجهات نظرهم في تفسيرهم لكلام الله تعالى، ولأننا بحاجة لمعرفة المعنى الأصوب والأجدر بالاتباع والأخذ نشأ علم يتعلق بمعرفة الراجح من المرجوح من هذه الأقوال وهو المسمى بقواعد التفسير والذي ينبثق منه علم آخر وهو قواعد الترجيح بين المفسرين، والذي يحتوي على جملة قواعد متنوعة يستطيع المفسر من خلالها تمييز القول الصحيح من المزيف.
وفي هذه الورقات ذكر لهذه القواعد مع شرحها والتمثيل لها، وهي مستلة في حقيقة الأمر من كتاب: "قواعد الترجيح بين المفسرين" وهي رسالة دكتوراه.

التمهيد

أ- تعريفات أساسية:
١- التفسير: هو في اللغة تفعيل من الفسر بمعنى الإبانة وكشف المراد من اللفظ المشكل وإيضاحه.
وفي الاصطلاح اختلفت عبارات أهل العلم فيه، فعرفه أبو حيان بأنه "علم يبحث فيه عن كيفية النطق بألفاظ القرآن الكريم ومدلولاتها وأحكامها الإفرادية والتركيبية ومعانيها التي تحمل عليها حال التركيب وتتمات ذلك (١).
وعرفه الزركشي بأنه "علم يعرف به فهم كتاب الله المنزل على نبيه محمد - ﷺ - وبيان معانيه واستخراج أحكامه وحكمه" (٢)، فعلى هذا يكون استمداد علم التفسير من علم اللغة والنحو والتصريف والبيان واصول الفقه والقراءات ويحتاج لمعرفة أسباب النزول والناسخ والمنسوخ.
(١) البحر المحيط ١/٢٦
(٢) البرهان ١/١٣


الصفحة التالية
Icon