سورة النحل ١ :
بسم الله الرحمن الرحيم ٢
قرأ الزهري "دِفُ ٣". بغير همز.
قال أبو الفتح : هذه القراءة أقيس من قراءته الأخرى التي هو قول الله عز وجل :"جُزْءٌ مَقْسُومٌ٤"، بتشديد الزاي. وذلك أنه هنا خفف لا غير. فحذفت الهمزة وألقى حركتها على الفاء قبلها. كقولك في مسألة : مسلة. وفي يلوم : يلم، وفي يزئر يزر. فكان قياس هذا أن يقول :"جُزٌّ مَقْسُومٌ"، إلا أنه سلك في كل من القراءتين طريقا إحداهما أقوى من الأخرى.
ومن ذلك قراءة أبي جعفر وعمرو بن ميمون وابن أرقم، ورويت عن أبي عمرو :"بِشَقِّ الْأَنْفُس٥"، بفتح الشين.
قال أبو الفتح : الشَقّ، بفتح الشين بمعنى الشِقّ بكسرها وكلاهما المشقة٦، قرأت على أبي علي في نوادر أبي زيد لعمرو بن مِلْقَط
. وهو جاهليي :
والخيل قد تجشم أربابها الشَّـ ـقّ وقد تعتسف الراوية٧
هكذا الرواية بفتح الشين، وكلاهما من الشَّق في العصا ونحوها؛ لأنه آخذ منها وواصل إليها. كالمشقة التي تلحق الإنسان.

١ كذا في ك، وفي الأصل : ومن ذلك سورة النحل.
٢ كذا في ك، ولم تكتب البسملة في الأصل.
٣ سورة النحل : ٥.
٤ انظر ص٤ من هذا الجزء.
٥ سورة النحل : ٧.
٦ في اللسان : الشِّق، بالكسر : الجهد، وكأنه اسم، وكأن الشق فعل "أي مصدر". وفي البحر "٥ : ٤٧٦" : هما مصدران، وقيل : الشّق، بالفتح المصدر، وبالكسر الاسم.
٧ اعتسف البعير : أشرف على الموت من الفدة. فجعل يتنفس فترجف حنجرته. والراوية : ما يُستقَى عليه من بغل أو حمار. رواه اللسان "شق"، ولم نعثر عليه في النوادر.


الصفحة التالية
Icon