سورة النور :

بسم الله الرحمن الرحيم

قراءة أم الدرداء١ وعيسى الثقفي وعيسى الهمداني، ورويت عن عمر بن عبد العزيز٢ :"سُورَةً"٣، بالنصب.
قال أبو الفتح : هي منصوبة بفعل مضمر، ولك في ذلك طريقان :
أحدهما أن يكون ذلك المضمر من لفظ هذا المظهر، ويكون المظهر تفسيرا له، وتقديره : أنزلنا سورة، فلما أضمره فسره بقوله :﴿أَنْزَلْنَاهَا﴾، كما قال :
أصبحْتُ لا أحمِلُ السِّلاحَ وَلَا أملِكُ رأسَ البَعِيرِ إنْ نَفَرَا
والذِّئبَ أخْشَاهُ إنْ مَرَرْتُ بِهِ وحْدِي وأخْشَى الرِّياحَ والْمَطَرَا٤
أي : وأخشى الذئب، فلما أضمره فسره بقوله :"أخشاه".
والآخر أن يكون الفعل الناصب [١١٠و] لـ"سُورَةً" من غير لفظ الفعل بعدها، لكنه على معنى التحضيض، أي : اقرءوا سورة، أو تأملوا وتدبروا سورةً أنزلناها، كما قال تعالى :{فَقَالَ لَهُم
١ هي هجيمة بنت حيي الأوصابية الحميرية، أم الدرداء الصغرى؛ زوجة أبي الدرداء أخذت القراءة عن زوجها، وأخذ القراءة عنها إبراهيم بن أبي عبلة وغيره. وكانت فقيهة كبيرة القدر. توفيت بعد الثمانين. طبقات القراء لابن الجزري : ٢ : ٣٥٤.
٢ هو عمر بن عبد العزيز بن مروان بن الحكم أبو حفص الأموي أمير المؤمنين. وردت الرواية عنه في حروف القرآن، ومناقبه كثيرة، وكان حسن الصوت بالقرآن، فخرج ليلة فقرأ وجهر بصوته، فاستمع له الناس، فقال سعيد بن المسيب : فتنْتَ الناسَ، فدخل. توفي "رضي الله عنه" بدير سمعان من أرض الشام في رجب سنة ١٠١. طبقات القراء : ١ : ٥٩٣.
٣ سورة النور : ١.
٤ للربيع بن ضبع الفزاري، من المعمرين، يقال : إنه نيف على مائتي عام. ويروى "أرد" مكان "أملك"، و"أن يقرأ" مكان "أن نفرا". ومعنى "أن يقرأ" : أنه لضعفه لا يملك تسكين بعيره وتوقيره عند النفار. ونسب الوقار إلى الرأس لأنه الموضع الذي يحاول تسكينه منه. انظر الأمالي : ٢ : ١٨٧، والكتاب : ١ : ٤٦.


الصفحة التالية
Icon