تحزيب القرآن الكريم وهدي السلف في ذلك
الدكتور : محمد الدويش
تقديم
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له. وأشهد أن لاإله إلا الله وحده لاشريك وأشهد أن محمدا عبده ورسوله أما بعد :إن القلوب تصدأ وتقسو، والنفس تضعف وتهبط بها دواعي الشهوات وهواتف الدنيا حين تتعلق بالراحة والهوى والإنسان يعيش في هذه الدار في معركة مع النفس والهوى والشيطان. ولئن كان المقاتل يحتاج للسلاح المعنوي والمادي. ويحتاج أن يتفقد حاله مع عدوة بين الفينة والفينة، فالذي يخوض معركة المصير يفشل الفشل الأبدي إن خسر فيها، أولى بأن يعتني بإصلاح نفسه.
والذي يحمل لواء الدعوة وراية الإصلاح أولى الناس بأن يهتم بنفسه وتربيتها، وصلتها بالله عز وجل. وأولاهم بأن يأخذ الزاد في سفره إلى الله والدار الآخرة. وما أحوجنا إلى تفقد أنفسنا ومحاسبتها، وأن نأخذ على عاتقنا فعل مايقربنا إلى الله ويزكي أنفسنا.
وما تقرب إلى الله بأفضل من تلاوة كتابه والوقوف عند معانيه وحدوده فحري بنا أن نضرب ومن رحمة الله بعباده وفضله عليهم أن شرع لهم مايتعبدون به إليه سبحانه، ولولا ذلك عد عمهلم بدعة ضلالة لاينالون منه إلا الإثم والبعد عن الله عز وجل.
ولما كان تحزيب القرآن من السنن المهجورة بل المجهولة عند كثير من طلاب العلم فضلا عن عامة الناس. في حين كان الأمر متواترا ومعلوما عند السلف، فقلما تقرأ في ترجمة أحدهم إلا وتجد أنه كان يختم القرآان في كذا وكذا. لذا رأيت أن أجمع بعض ماورد في ذلك لعل الهه عز وجل أن ينفعني به أولا وينفع به ثانيا من اطلع عليه وقرأه.
وقد مهدت بالتعريف بالتحزيب وأعقبت ذلك بالمسائل الآتية :-
بعض ماورد في فضل قراءة القرآن، مشروعية التحزيب، هدي السلف في التحزيب، أقل ما يقرأ فيه القرآن.
تمهيد